الجمعة، 16 أغسطس 2013

متعثّر بي ... أينما ذهب



1_...متعثّر بي أينما ذهب ... ذاكرته المشدودة إليّ لا ترخي حبلا ... تظلّ متّقدة وكأنّها جالسة على مدفئة ... مرتبكة الصّوت حدّ الصّمت أتوسلها كي تناديني بكلّ عواطفها المحشوّة بي والمفرغة منّي ....وكأنّي صرت فجأة إطارا لتفاصيلها الصّغيرة .. محتجزة في ملامحي ، منتشية خلاصها كفراشة ترفّ فوق سياج حقل في صبيحة ربيعيّة ..
متعثّر بقدره المرجو في إشراقته المفاجئة وجميع أمسياته البعيدة ... فتتملّكني الرغبة في التّسلّل إلى ذاكرته علنا كي أشعل جميع قناديله الصّغيرة النّائية وأسلّمها للفرح ...قرعت طويلا عتباتها الموغلة في صمتها البارد وانتظرت علّ هذا الغيم الحزين يتبدّد من روحي .. وأقتني من ذاكرته ما يسدّ جوع شوقي الصّارخ في وجهه..كرياح ما هبّت بعد تحمله إليّ وتحملني إليه ليكون اللقاء الذي مازال وعدا خارجا لتوّه من دائرة الشكّ والهموم ... يبحث وراء الغيم عن شمسه الموعودة ...كجنيّة أسترق السّمع في سمائه السّابعة وأقرأ فنجانه المسكوب أقلّب أوراق أنفاسه أطارده حيثما حلّق ... محتالة جدّا في القراءة حدّ الدّهشة ... أتسكّع بحثا عن ظلّي ، عن غيمة تحملني بعيدا لأستنشق هواء ذكرياته من خلف المدفئة الجالس قربها العابث ببقايا رمادها ... أتخيلها تنساب نحوه كأنثى مغرية أشعلت في وجهه حطبها المشتاق متذلّلة تشتهي قربه لتطفأه بعود الذكرى ، تخيط قطعة بين يديه مصنوعة من أ نفاسه فيضيع فيها ويعود إليها وكأنّه يفيق من حلم لذيذ لقارئة محتالة أيقظته عنوة ... 
                                   خديجة ادريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق