الخميس، 26 ديسمبر 2013

وتبقى أنت أيامي


أيام قليلة وينقضي عمر هذه السنة مخلّفة وراءها ذكريات جميلة وأخرى حزينة ... رسمها أصحابها بقلوبهم وبأفعالهم ... منهم من رحل ومنهم من ازداد حضورهم في القلب ... سنة كفيلة بأن تراجع هزائمك وبعض انتصاراتك ... وكأنك تقوم بغربلة لكلّ ما مررت به ليختزل أخيرا في ذاكرتك العميقة منه سترجع اليه كالحضن الدافئ ومنه من ستتناساه في بئرك المظلمة وتغلق عليه الباب بحيث لا رجوع ربما ستلوم هذه السنة حين يواريها الزمن إلى مثواها الاخير لأنّها لم تعطك شيئا ... لم تصدقك الفعل والوعود ، أوربما ستلوم نفسك لان هذه السنة هي من صنع يديك ونتاج أفكارك وأحلامك سنة تدفنها سنة جديدة ، ويوم يلده يوم ، ولحظات تولد من العثرات ... ولا ندري إن كان القادم أجمل أو أسوأ لذلك ما على القلب المفعم بك سوى الامل في غد مشرق .... لازلت حتى الآن اتذكّر صيف تلك السنة الجميلة التي جمعتني بك رائحتها لا تزال عبقة الذكرى ... سلسة المعنى .. ككتاب أقراه كلّ ليلة ولا ينتهي فصله الاخير معي .... ما اجمل اليوم الذي صرت فيه حقيقة بعد أن كنت مجرد صورة تختزلها أشواقي ..... فوداعا أيتها السنة سأستعد لاستقبال الأخرى بوجودك الدائم معي ولا مساحة لذكر الأحزان أو المواقف الفاشلة التي مررت بها فيك لأني أملك قلبا بجانبي ينسيني كلّ الهموم فكل سنة وأنت أنا
خديجة ادريس

السبت، 21 ديسمبر 2013

بحجم المسافات .... أنت عيدي



ستنتهي السنة كما انتهت سابقتها...وكما ستنتهي هذه التي لم تبدأ بعد .... لكن المهم أن حبك في قلبي لا أيام له ولا ساعات تنقضي فهو ينبض بداخلي العمر ما امتد فيه روح وابتسمت بداخله أشواقي ... ولاشيء يتجدّد غير مشاعري نحوك ....فتزيد قامتها وترتفع أكثر فتصبح شاهقة جدا ...بحجم السّماء وبحجم المسافات التي تمنعني من الوصول اليك ....
كلّ عام تصبح أنا أكثر .. أقرب أكثر .. وجودك أعمق من فم القدر ، وأيامي التي تصنعها ابتسامتك كأنها عصفور يصنع لأنثاه عشّا ليقيها مطر البعد وعواصف الوحشة ....
كلّ عام وأنت أنا شهي أكثر في حضورك وغيابك .... وعلى موائد العصيان تنسج لي بيتا من صوف وتحيطني بعظامك ومعطفك الأسود ... 
أيّتها الدقائق التي لم تأت بعد وقّعي عشقي على صدره وارحلي بعيدا واتركيني أكمل تفاصيله التي لم تولد بعد كل سنة وأنت أنا وكلّ عام وأنا أنت ...روحان في كومة  ، وشفتان تسرقان من الحياة أنفاسها ،فيتقاسمانها في ليلة زفّت إليهما نفسها ...
 خديجة ادريس

وأبقى محشوّة بك بين إنتظار وانتظار



محشوة هي السّماء بروح الأمس ... وما الأمس غير كأس تتدفّق منها أنفاسك يطالني رذاذها البارد في ليلة حاّرة بالشوق ورطبة بالذكريات فأهيم بوعيي الكامل في عمق اللّذة والسّرور وكأن الأمكنة المحيطة بي متأنّثة ، متأنّقة في انتظارك فتهيم أفكاري فيك وكأنّ المكان معدّ للنسيان تاركا خلفه الأحلام ... جالسة تلطم وجهها ...مليئ قلبها بالخدوش والصّراخ ، هزيلة في نظرتها تسمع صوت انكسار ها من بعيد وكأن زجاج اللهفة قد دهسته الدّقائق الثقيلة في مشيها وكأنّ شعورا ما داخلني ساعة أدركتني رحمة الانتظار وكأنّ وجودك يتشبّع من وجودي ، مرتبط بحبلي السريّ فتتغذّى من أنفاسي ، من حدقة عيني أتشمّم هواك من بعيد وأنت في دمي تحدث لي ثقبا فإذا تحرّك خلته سحابا يضطرب بالوجع يهتزّ كأنّما أصابته نوبة جنون ...وتعثّرت الكآبة في غير استحياء بي وجثمت على صدري وكأنّي مبتلّة بالوساوس ... تقتات منّي عصافير القلق حتّى قبل أن تجيئ فيتحرّك شيء من الحياة بداخلي ممتطيا موجة شقيّة تعلو تارة وتهبط تارة أخرى فلا تستقيم على وجهة مقامرة بروحها تهتزّ وترفّ باحساسها متفتّحة كزهرة في وسط الماء تزفّ عروسا للمغامرة ...تدقّ أعصابه فتبدّد سحبه السّودا ء المتراكمة ثمّ تجمعه من جديد بحيث لا قوى له غيرها ، فتفرغه وتملؤه بها ، وتلقّنه بما أوحت لها اللّهفة بأسرارها حتّى يدرك الشّعور بالفقد والحاجة ...وكأنها مشاحنة طويلة بين الأمس وأنت ... بين الانتظار والانتظار حتّى تأوّهت قرحة الشّوق بقلبي تقاسي تفاصيل صبرها .... ومن شدّة السّهر نامت أذن لهفتها مستيقظة تتحسّس وقع تنهيداته على مساحة جسدها المشتاق
خديجة إدريس

الجمعة، 13 ديسمبر 2013

حلم ضيّق




انتفخت رئتاها الصّغيرتين بالحبر والقلم ... فطمعت أكثر في
انجاب كلمات له تليق باسمه الجديد' الذي' غرزته في فم المفاجآت ومضت .... كارثة هي حقّا في' صنع الكارثة وكأنّ غضبها متعلّق بفمها لا يلبث طويلا في' صبّ حماقاته علنا ... وكأنّها صارت ربّ الشعر والورق .... أيعقل أن تنتظر لحظة بلحظة الكتابة على صدر فراغها المعذّب ...معتقدة أنّه الغرق الموعود ... أو الحبّ المفقود الذي ينتظرها ببدلة سوداء شاهرا في وجهها باقة ورد وخاتم النّسيان في زمن كثرت فيه النّعال الضيّقة ..... فلا سبيل لك سيدتي'غير النجاة بطوقي أو الهلاك على صدري.... أما كنت في حلمي' البارحة مستيقظة ... تنهشين لحم الورد وتبتسمين وكأنّي صرت جرمك ... نخبا لدمك '... كفاك للتّهريج نافخة عابثة هشّة المطامع والمدامع في زحفها الصّامت وكأنّها دمية حمقاء فكّت أجزاؤها من كثرة اللّعب .... فلتبقي مكانك حيث تجلس نفسك .... فلا يوجد أجمل من مجالسة المرآة حين تصعب القمم

خديجة ادريس

متعبة ...




متعبة أعجن راحتي بالتّفكير بك .... ولا همّ لي غير نتوءات السّهر التي خلّفتها يوم ودّعتك بصمت ... أدركت وقتها كم أنا صغيرة جدا في ثوب طفلة  أتعبتها مراجيح الانتظار  .... فراغات بعدك اللّعينة صارت تكبر يوما عن يوم ولا يزال حضورك المشاكس بداخلي كما هو لم يتغيّر ... رّبما تغيّرت أنت أو القدر اتّخذ وجهة أخرى غيرنا  .... متعبة جدا وما عاد لي نفس لمزيد من الألم ... أخاف أن أفكّر فيك أكثر لتظهر صورتي التي لا أريد أن أراها فيك ....شبه صورة أكلها الانتظار ...ونصف وجع فقد شهيّته لمزيد من الذكريات .... أيعقل أن أحبّك بهذا القدر إلى درجة أن يخطفك حلمي بعيدا عنّي .... ليقضي دقائقه الوهميّة في اشتهائك و التّودّد إليك ... وأنا المعلولة بغيابك يعلكني الزّمن الذي مضى بطيئا ...... ليختلي بي على انفراد ويجهز عليّ لحظة يغلبني انهياري .. فأهذي باسمك على أمل أن تكتبني من جديد زهرتك الوحيدة التي غمرها الثّلج في موسم النّسيان المباغت ..... أحيانا أستسلم مرغمة وكأنّ عزيمة الحبّ عندي قد هرمت .... فتشدّ الأحزان رحالها لتحطّ من غير دليل على صحراء وجداني الضائع بك ... كتبتك حتّى أنهيتك .. استبقيتك لألغيك بي ... كي أبعثك من أنفاسي كلّما أوشكت على الموت .... ما عدت أستطيع الاختناق ، ما عاد للجرح مكان ولا وقت لطهي الأمنيات على مواقد الانتظار .... ما عدت أستطيع الكتابة أكثر عن أيّ شيء إلاّ عنك وكأنّك أنا ... تتسلّل بين أصابعي كجنيّ يحمل عصا النّسيان ليربك ذاكرتي لحظة أكتب عنك .... ها قد صرت تراودني عن أفكاري ،عن أنفاسي .... حتّى صرت مجنونتك ..... أستنشق عنادك ... عنفوان الحياة الذي تحمله بين يديك ... فامنحني بعضا من بركاته حتّى أستمرّ في إدمانك ..... عصيّة الرّغبة أنا ... متمرّدة ... موجعة ... مربكة فمتى  يعتدل مزاج الحبّ عندي وتختفي سحب الفراغ من قلبي .... لاتفرّغ لكتابتك لأكون معك 
           خديجة ادريس

وحجزت لروحي مكانا في قلبك



 
تتحوّل أفكارك إلى رماد باهت حين يمتطيك بعض من الحزن ، وكثير من القلق كإبل جموح يرفض أن يروّض ، وتظلّ الألفاظ بداخلك كوقود نار لم يشتعل بعد . فقط دماؤك العاجزة تعبث بك فتصبح من حيث لا تدري نهبا لرياح الحيرة ... مجروحة المعاني أستقلّ عل عجل آخر ما تبقّى لي من كلمات ... أترجّى شهقة البوح العسرة في يوم أغمضت الشّمس فيه عينيها ، وتركتني وحيدة أنتظر غبارها ، أستميل فمها وكأنّي متسوّلة تمارس خيبتها برضى ...مابالي بل ما بال ذاكرتي محبوسة لا تعرف روحها من جسدها ولا عاطفتها من قلبها فيتسلّل إحساس غريب مباغت يشبه رعشة الموت يغسلك من الدّاخل فيكاد يئنّ بعضك من بعضك وكأنّ بك خيبتان تستقتلان بدم واحد .... وأنا لا أزال موجوعة بما تكسّرأحاول انهاء يوم مليئ بالقلق والصّداع ، يتقلّب الحزن كيفما يشاء ليمنحني قبلته الوحيدة ولا أعجب من منحه وعطائه في ليلة ينام فيها الهجر بدموعه ... فرائحة البعد خانقة جدا ، شعور ينسلّ من شعور ويبثّ فيه اختناقه .... ويحلّ النّسيان ضيفا ليمنح مباركته .... لذاكرة معطّلة أصابها العطب .. أحاول قدر المستطعاع اصلاح كلماتي المخرّبة واستعطاف الحياة من جديد لتمنحني مزيدا من الوقت لألملم قطع ذاكرتي التي شتّتها خريف البعد الطّويل ... توشّحت حزني الأنيق في بكائه لأستدرج الكلمات إلى مخدعي البارد ... وعلى مائدتي قاسمتها نخبا من دمي وجزء من فمي واستلقيت كما ترقد جثّت الموتى وواصلت اشتهاءك ......فالكتابة تحتاج إلى انتحار ... إلى مسكّنات ... أو عمليّة شدّ الوجه لتصبح مغرية أكثر ... مثيرة أكثر في مباغتاتها ومشاكساتها غير المتوقّعة ... ها أنا ذا سيّدي آتية إليك والحرف المبتلّ بالشّوق يترقرق في فمي وفي عينيّ صراخ يترجمه البعد ... وفي روحي المثقوبة شوكة حبّ تجلس بين عروقي ... تتحرّش بي من حيث لا أدري ... متقطّعة الأنفاس أدخّن الهواء على مضض .... وكأنّي أحاول الموت بك .... علّ روحي المسكونة بك تحجز لها مكانا في قلبك لتقيم فيه خديجة ادريس