الأربعاء، 26 مارس 2014

حطب الشّوق



أرفع قلبي قبل قلمي ، وأفرش روحي بدلا من أوراقي ، وأحتسي مداد بعدك على مضض لأشكّل به ملامحك الجميلة وأعتليها نبضة نبضة علّك تحسّ بثرثرة مشاعري التي لا تعرف كيف تصمت في حضورك . فأمنّي النّفس بالرّجاء علّك تطرق باب دهشتي يوما وتلقي عليّ تحيّة المحبّة المفاجئة كمطر الصّيف لتطفئ حطب الشّوق قليلا ... عجبا للكلمات التي ترفض بشدّة أن تحوّلك إلى حرف على ورق وكأنّك لا تغرق بالحبر ولا بعناد الأنثى الشّرسة حين يطال الخطر مخدعها ... تمشي على جلدة أحلامي كطاوس تتبختر وكأنّه مبتلّ بالألوان ولا تلتفت أبدا إلى يدي الملوّحة ولا إلى لافتة قلبي الموجوع في محطّة مهجورة سكنها الفراغ .... قرّرت اليوم وأنا في كامل جنوني أن أعترف لك بالحرف عن مشاعري فما تراك فاعل لو اعترفت جميع كلماتي وحضرت قواميس عشقي التي لا تهتف باسم غير اسمك الذي يفقدني توازني فرفقا بقلب الذي جرّ ني إليك جرّا لأعترف أنّي أحبك بحجم السّماء بحجم الأرض وما حملت ... بحجم حضورك بداخلي وكأنّك تتعمّد الجلوس على قلبي كلّ ليلة كمدفئة هادئة ، وتستقرّ على رأسي طيور الشّوق ورائحة القرب المنبعثة من الحطب ، وكأن جلدة الانتظار باتت تحترق لتشمّ على بعد أميال رائحة الاشتياق الرّهيبة
لا تسألوني كيف جعلت منه مدفئة ونارا وحطبا ، لا تسألوني كيف تسجد له روحي كلّ ليلة لتقدّم قلبي قربانا لمحبّته لأستحضر روحه الهائمة بعيدا وأدعوه بوجه مبتسم ليتناولني على طبق مسائي أوجدته الأقدار فليجلس طويلا على كرسيّ مليئ بانفاسي وليستشعر طعم الانوثة في أطباقي فما تعلّمت يوما طبخة غير قلبي لأقدمها له مع كامل امتناني
جرّبت النوم على صدرك فما وجدت أفتك منه لقلبي المرهف ، ومنذ وضعت رأسي على كتفيك وضعني النّسيان جانبا لأظلّ متعلّقة برائحة أنفاسك مادام لي نفس .... لو كنت أعرف أن صدرك يثرثر بهذا الشّكل الملفت ما وضعت جبيني وما أتبعت في هذا الغرق جسمي ... وذاكرتي وحتّى يقيني
خديجة ادريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق