الأحد، 24 يونيو 2012

انفجارات ... صغيرة


حين تصعد قمم حزنك بتأنّ... فانك تدّخر أكبر قدر من الانفجارات ..... تتشكّل بداخلك كلوحة إلاهية تحرّكها رياح صعودك المستمر، ّونزول فشلك المنكسر .... فحين ستصعد أكيد ستسعد .... فمقل الحزن المرصوصة كحبّات العنب ، تمتصّ تعب كعبيك ، ودمع مقلتيك .... تدفعك من خلف ظهرك...وترميك حيث تسافر بك سحب أفكارك الملوّنة بطباشير الأطفال .....هكذا هي حين تصعد تقف في وجهك ... أقنعة ورماد أصابع في ظلمة بوحها تكتب بدلا عنك ... كحبّات الكرز الأصفرتقف بين حبال صعودك ومقصّ هبوطك ... لتغريك نداءاتها وجوع ذاكرتك...انثناءاتها وروح تعلّقك ...علّك تقف وسط طريقك ليبتلعك وجه لم يعد ذاك الذي ألفته يوما . فمه الصغير يثنيك عن اكمال خطاك ... لأنّك ببساطة بكيت كثيرا ومن حبر ريبك ارتويت سكّرا مريرا ..... فمتى ستدرك الأشياء الصّغيرة تحتك أنّك لم تعد طفلا يداعب ابهام يديه في حلم لم تكبر فيه ألعابه بعد .
بقلم : خديجة ادريس

الجمعة، 22 يونيو 2012

ما بيني و بيني


فنجاني و أنت ...و أنا وحيدة زماني....أجهل مكاني ... ما تغير الحشى حاشا .........و لكن ضاقت أضلعي ذرعا ....الصمت خير الكلام .....يا صمت : إليك دموعي فيك ضمها ...اِرتشفها ....و اِسق بها ما تبقى من آلامي .... فمائدتي معلولة الأركان ... وصوتي صداه يرجع ، يتوارى كضباب القهوة في صدر الحنين يدخّن أشجاني ... فنجاني أنا وصدى الانا ممحاة طفل بداخلي تأكل حرفي ....وترويني بالأحزان....سأوقف حركة أحلامي في فنجان فارغ أحاور بياضه ، وسواد ألحاني يعزفها من تاهت فيه اشجاني ... يسمعها من يسافر عبر اوطاني. مللتها تلك المائدة الباردة ،وذاك الكرسي النحيل من حولي يشتّت ما تبقى من جلوس أعياني . يحاور صمتي وفي صمت الصمت ترقص أصابع من هواء ... تركض ، تستسلم لفراشة تسكنني اسمها لحظة من لحظات ظلّ يعاني ، يلوح في الاعلى ينادي النادل اه يا انت ما باله فنجاني بهذا البرود والاضعان ... لم اعهده هكذا من قبل أ يسقط وفي حضرتي تستقيم جميع المعاني. أيعقل أن تسافر بي رائحة الذاكرة من ممرّ فنجاني ي ليحكي قصة بدات منذ أزمان . امسك بلطف عنق الفنجان ، وأروي له رحلة انسان غرق بداخلي قبل أن أغرق انا في لحظة ضاع فيها بين المكان و المكان... وتمضي الرحلة وينتهي الطريق. ليبدأ سفر جديد لرحلة جديدة ، كأن الزمن يكرّرني وأكرّره أشربه عبر الأزمان ،ويشربني بنفس تفاصيله أجمعه ويجعني. لأنهي الرحلة التي بدأت ما بيني وبيني ...انتهى
                                                    توأمة بقلم : المتيقنة بالله ونسيان النسيان

مَــنْ أَنَــا ؟



عَــادَ بــِي الزَمَــنْ إِلَـى الَأََيـَـامِ الخَــوَالِي بَعْدَمـَـا كُـنْــتُ قـَدَ قـَـرَرْتُ تَـطْـلِـيقـِهَا ...عَـلَمــَنِي الـُوقُـوفْ عَــلَى الَأََطْــلاَلْ لُــغَة وَاحِــدَة وَ هِـيَ دُمُــوعُُ لـاَ تـُسْــمِـنْ وَ لـاَ تُغْـنـِي مِـنْ جُــوعْ بَــلْ تَـِزدْكَ مَــعَ كُـــلْ شَــلاَلْ تَــذْرِفُـهُ ثـِقَـلًا يََجْــعـَلْ عـَـجَلَةَ زَمـَـنْ أَبـْـطـَأً مِــمٌـا كـَـانَتْ عـَـلَـيْه يـَمُرُ الــيَوْم وَ كَــأٌنَهُ دٌهـْـرْ .... أَنَــا مَــنْ أَنَــا ؟إِلــَى مَتــَى سَــأَظَــلُ أَتٌخَبـَـطْ أَيٌ الـأََقْنِعـَــة تَلـْـبَسُنـِـي؟ أُدْرُكُ يَقِيــنـًـا أَنــَـا لَسْــتُ أَنـَــا...مَــنْ أَنـَـا ؟ لـِـمَنْ هَـــذِهِ العُيُـــونْ؟ مِــنْ أَجْـــلِ مَــنْ تَبْكِــي ؟لَيـْـسَ مِــنْ أَجْـلِــي لِأَنـٌِـي لَسْــتُ أَنَــا لَا أَعْــرِفُ مَــنْ أَنَــا....يـَــــا أَنَــا بـِـالله عَــلَيـك كُـفِــي عـَـنْ تَـعْـذِيـِبِي....قُـولِــي يَــا أَنـْـتِ مَــنْ أَنْـتِ أَقْصِــدْ مَــنْ أَنـَـا.... عَــزِيـزَتـِـي أَنَــا سَــأُخْـبِرُكـِ مَــنْ أَنـْتِ أَقْصِــدْ مَــنْ أَنـَـا ... أَنَــا مَـنْ تَـنْسَــى نَـفْسَهــَا مَــعَ الـأَخٌــرِيــنْ ... أَنَــا مَــنْ تُـحِــبْ وَ لـاَِ تُبـْقِـــي لِـنَفْسِهَــا ذَرَة لِتُحِبَهـَـا....لَــوْ تَـرَكْــتِ نَـصَيبــَا لـِـي لـَأَُحْـبَـبْـتُـكِـ وَ مَــاَ عَـذَبْـتُـكِـ....هَــذِهِ بِبَسـَـاطَـة أَنْْـتِ أَقْصِــدْ أَنـَـا....أَحِـبـــِـي نََفْسَــكِـ قـَلِيــلًا أَقْصِــدْ أَحْبِيـــنِـي قَـلِيــلًا سَتـَجِدِيـنَـنِي بـِـإنْتِظَــارِكْـ يـَـا ...أَنــَــا..
بقلــــم: المتيقنة بالله

الأربعاء، 20 يونيو 2012

استرجعي وابتسمي


استرجعي وظيفة فمك وابتسمي ... فكلانا فقدنا لغة الفرح .... وانثنينا ....خلف نوافذ ليست مصنوعة لنا ..... مرصّعة هي بشوك الفقد والحرمان والبرد....فقطرات وخزه تدمي ماتبقى فينا من وظائف ... ومواقف ...استرجعي ملامحك كلّها وابتسمي ...لتشرق وظائفي .... وتستفيق بيننا جميع المواقف ..... خديجة ادريس

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

جلست أكتب له

جلست لأكتب له .... فضعت بين تفاصيله ... وما عرفت طريق العودة الى أصابعي ....فالكتابة عن الحبّ ضياع ويقين ،  و أزرار في ثوب الخطيئة فكّت نواصيها بأدمعي ... جلست أبحث عنه في كوابيس طفولتي ، فأشرقت ملامحه تختال في بطئ حلما  سكن أضلعي .... جلست أمدّ إليه يدي ، فأشهر في وجه خلوتي أصابعه العشر مبتسما ... فتشكّلت بمحض الصدفة فراشات عطره ....لتمدّني لحظة غرقي فيه  أروع كتابة قد تخطّها من وحي  ضياعه أقلا م تدّعي ...  خديجة ادريس

الاثنين، 18 يونيو 2012

فوائد من حادثة الإسراء والمعراج



فوائد من حادثة الإسراء والمعراج
د. مهران ماهر عثمان



بسم الله الرحمن الرحيم


فوائد من حادثة الإسراء والمعراج



الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فإن حادثة الإسراء والمعراج اشتملت على كثير من الفوائد والعبر، وهذه بعضها«[1]»:

1/ لما كان بيت المقدس مُهاجَر كثير من أنبياء الله تعالى؛ كان الإسراء بنبينا صلى الله عليه وسلم إليه ليُجمع له بين أشتات الفضائل. ومن حكم ذلك: أن يُعلم أنَّ هذه الأمة المحمدية أولى بهذا البيت من غيرهم. ولكن بسبب إعراضنا عن شرع ربنا ضاع بيت المقدس منَّا، وإن من البشارات النبوية التي يحسن التنويه إليها هنا قوله عليه الصلاة والسلام: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلَّا الْغَرْقَدَ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ»«[2]».

2/ كان الذهاب بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ليلاً لأنه زمن يأنس فيه المسلم بالله منقطعاً عن الدنيا وشواغلها.

3/ لما ذكر الله تعالى الإسراء نعت النبي صلى الله عليه وسلم بالعبودية فقال:} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ{ «[3]». ومن تأمل القرآن الكريم يجد أن الله تعالى نعت نبيه صلى الله عليه وسلم بنعت العبودية في أسمى أحواله وأرفع مقاماته..
ففي مقام الدعوة: }وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا{ «[4]».
ولما ذكر إنزال الكتاب عليه قال:} الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا{ «[5]».
وقال مخبراً عن الوحي إليه:} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{ «[6]».
وقال عن جميع المرسلين:} وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ { «[7]».
فالعز كل العز في أن تكون عبداً لله تعالى.

4/ اختلف العلماء في تأريخ الإسراء والمعراج اختلافاً عظيماً، فذكر الإمام القرطبي المالكي -رحمه الله -في التفسير خمسة أقوال«[8]»، وذكر السيوطي –رحمه الله- «[9]» لذلك خمسة عشر قولاً.
وهذه فائدة تتفرع عنها الفائدة التالية:

5/ عدم التعيين تعيين للعدم.
وأريد بذلك: أنه لا يُشرع للإنسان أن يخص ليلة المعراج بقيام من بين الليالي، ولا نهارها بصيام من بين الأيام؛ إذ لو كان ذلك من الشرع في شيء لما اختُلف في تحديدها هذا الاختلاف، إذ كيف تُشرع عبادة في ليلة لا نصَّ في تحديدها ألبتة، وإنما هي أقوال دون إثباتها خرط القتاد!! قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "و أما الإسراء فقيل: كان في رجب، و ضعفه غير واحد"«[10]».
ولا يَستشكلنَّ أحدٌ أنَّ ليلة القدر لم تُحدَّد؛ لأنها في وتر العشر الأواخر من رمضان كما دلَّت عليه النصوص الصحيحة، وأما الليلة الموافقة لليلة الإسراء والمعراج فلا يصح في تحديدها إلا قول من قال: هي في إحدى ليالي العام!! وإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن يشرع تخصيصها بشيء.
ثم إنه ينبغي أن نُفرِّق بين فعل العبادة، وبين تخصيصها بزمان أو مكان، فالذي اعتاد أن يصوم صوماً لو وافق صومه ليلة المعراج –لو فرضنا أنَّ تأريخها معلوم- فله أن يصومها، لا لكونها ليلة المعراج، وإنما لكون صومه وافق ذلك. وهكذا قل في شأن القيام. أما أن يخص الإنسان ليلةً أو يوماً بقيام أو صيام لم يدل الشرع على تخصيصها فهذا مما لا يُشرع. ومن الأدلة على التفريق بين فعل العبادة وبين تخصيصها بزمانٍ أو مكان قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي، وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ» «[11]». فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينهى عن عبادة الصيام والقيام، وإنما ينهى عن تخصيص العبادة بيوم لم يشهد له الشرع باعتبار، ونحن لا ننهى عن الصيام والقيام، وإنما ننهى عن تخصيص ليلة السابع والعشرين من شهر رجب بذلك.

6/ من الواجب اعتقاده: أن الإسراء والمعراج كان بجسد النبي صلى الله عليه وسلم وروحه، لا بروحه فقط؛ لما يلي:
أ‌. لأن هذا هو الذي يتماشى مع ظاهر النصوص، وليس من دليل يصرف هذه النصوص عن ظاهرها.
ب‌. ركوبه للبراق، وهي دابة فوق الحمار ودون البغل. ولو كان الإسراء بروحه لم يكن من حاجة للركوب.
ت‌. قوله تعالى:}أَسْرَى بِعَبْدِهِ{، فلو كان الإسراء بروحه لقال: روح عبده.
ث‌. لو كان بروحه لما كذبته قريش؛ فإن عقولهم لا تنكر أن الأرواح قد تجوب الآفاق في لحظة.
ج‌. } وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا{ «[12]».

7/ أن أفضل الأنبياء نبيُّنا صلى الله عليه وسلم؛ لأنه تقدم عليهم وصلَّى بهم، وبلغ في المعراج مبلغاً لم يبلغه أحد منهم. وهذا مما لا ينازع فيه أحد.

8/ بعض الناس –هداهم الله- يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج، وقد اصطلحوا على أنَّها ليلة السابع والعشرين من رجب! وفي تقديري أنه لو كان لابد من إبداء المشاعر لكان إبداء مشاعر الحزن أولى من إظهار الابتهاج والفرح؛ ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أُسري به إلى بيت المقدس، فأين بيت المقدس الآن؟
ثم إنَّا نستسمح المحتفلين أن نسألَ سؤالاً: هل احتفل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بهذا الليلة؟
فإن قالوا: نعم. قلنا: } هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{ «[13]».
وإن قالوا: لا. قلنا: «أحسنُ الهدي هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» «[14]». فليسعْنا ما وسِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابَه.

9/ لقي النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الأولى: آدم، وفي الثانية: عيسى ويحيى، وفي الثالثة: يوسف، وفي الرابعة: إدريس، وفي الخامسة: هارون، وفي السادسة : موسى، وفي السابعة: إبراهيم –عليهم صلوات الله وتسليماته-.
والحكمة في اختيار هؤلاء الأنبياء –والله أعلم- أنه بمقابلة آدم –عليه السلام- يتذكر أنه أُخرج من موطنه وعاد إليه، فيتسلى بذلك إذا أخرجه قومه من موطنه.
وأما عيسى ويحيى –عليهما السلام- فلما لاقاهما من شدة عداوة اليهود، وهذا أمر سيلقاه النبي صلى الله عليه وسلم في مدينته.
وأما يوسف فلما أصابه من ظلم إخوته له، فصبر عليهم، وقد طَرد أهلُ مكة النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله.
وأما إدريس فلرفعة مكانه التي تشحذ الهمة لنيل أعلى الدرجات عند رب السماوات.
وأما هارون فلأن قومه عادوه ثم عادوا لمحبته.
وأما موسى فلشدة ما أُوذي به من قومه، حتى إن نبينا صلى الله عليه وسلم قال في ذلك: «يَرْحَمُ اللَّهُ أَخِي مُوسَى؛ قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ» «[15]».
وفي ملاقاة إبراهيم –عليه السلام- في آخر السماوات مسنداً ظهره للبيت المعمور إشعار بأنه صلى الله عليه وسلم سيختم عمره الشريف بحج البيت العتيق.

10/ أنَّ الهداية بيد الله، وأن من حجبها الله عنه فلن تجد له هادياً ونصيراً، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ«[16]» وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ»«[17]». ومع ذلك كذبوه وسفَّهوا كلامه، بل ارتد بعض ضعاف الإيمان.

11/ وفي قصة المعراج أنَّ جبريل كان يستفتح أبواب السماء، فيقال له: "من"؟ فيقول: "جبريل". ففيه دليل على أنَّ المستأذن إذا قيل له: من؟ سمَّى نفسه بما يُعرف به، ولا يقول: أنا. لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب، فقال:«من ذا»؟ فقلت: أنا. فقال:«أنا أنا»!! كأنه كرهها «[18]».

12/ وجد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب السماء مغلقة وكانت تُفتح لهما، وفي هذا من الإكرام له ما لا يخفى؛ "لأنه لو رآها مفتحة لظنَّ أنَّها كذلك "«[19]».

13/ وحديث المعراج دليل من مئات الأدلة التي تدل على علو الله تعالى على جميع مخلوقاته؛ فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم حجابه بعد السماء السابعة.

14/ } وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ{ «[20]»، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه. فعدد ملائكة الرحمن لا يحيط به إلا هو سبحانه.

15/ قبح الغيبة، وبيان عاقبة أهلها، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ» «[21]».

16/ ومن دروس المعراج: إثبات عذاب البرزخ؛ للحديث السالف. وفي بعض طرق قصة المعراج ذكر لبعض المعذبين، إلا أنَّ علماءنا طعنوا فيها؛ ولذا أعرضت عنها.

17/ الحادثة بجملتها فيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم بعدما امتلأت جوانب حياته بسحائب الكآبة والأحزان، فكانت هذه الحادثة التي اضمحلت أمامها تلال الغموم الناتجة من ازدراء قومه له وتكذيبه. إنَّ المرء إذا أراد أن يُقنع الناس بمبدأ معينٍ وتصدى أهله وعشيرته لتكذيبه والنيل منه بسبب ذلك واجه من الأحزان قدراً لا يحيط به إلا الله تعالى؛ لأن باقي الناس ممن ليسوا بأهله أولى بتكذيبه واستهجان طرحه..


وظلمُ ذوي القربى أشد مضاضةً --- على المرء من وقع الحسام المهنَّد


ومن هذا يُستفاد: أن مع العسر يسراً، وأن من الضيق فرجاً، وبالشدة رخاءً.

18/ مكانة الصلاة في دين الإسلام، فإن الله اختصها بأن فرضها على نبيه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة.

19/ أكثر أمة يدخلون الجنة الأمة المحمدية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد مفارقة موسى –عليه السلام- إلى السماء السابعة بكى، فقيل: "ما يبكيك"؟ قال:" لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي" «[22]». 

20/ بركة النصح للمسلمين؛ فإنه بسبب نصح موسى لنبينا صلى الله عليه وسلم خفف الله عنه الصلاة المفروضة إلى خمس صلوات.

21/ أنَّ الله تعالى كلَّم نبينا صلى الله عليه وسلم كما كلَّم موسى عليه السلام، والذي يقف على الخصائص المحمدية –على صاحبها أزكى صلاة وأتم سلام- يعلم أنَّ الله أكرمه بالآيات التي أُكرم بها كثير من الأنبياء قبله، وزاده خصائص لم يُعطها أحدٌ قبله.

22/ عظيم رحمة ربِّنا بنا، قال تعالى:} يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا{ «[23]».

23/ الاستحياء من الله هدي نبوي كريم، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قال لموسى –عليه السلام- لما طلب منه الرجوع بعدما صارت الصلاة خمس مرات:«إني قد استحييت من ربي». وقد أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:«اسْتَحْيُوا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ». قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. قَالَ:«لَيْسَ ذَاكَ، وَلَكِنَّ الِاسْتِحْيَاءَ مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَالْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَلْتَذْكُرْ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ اسْتَحْيَا مِنْ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ»«[24]».

24/، 25/ خطورة الشرك، وعظيم فضل أواخر سورة البقرة.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ:" لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَهِيَ فِي السَّمَاءِ السَّادِسَةِ «[25]» إِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ بِهِ مِنْ الْأَرْضِ فَيُقْبَضُ مِنْهَا، وَإِلَيْهَا يَنْتَهِي مَا يُهْبَطُ بِهِ مِنْ فَوْقِهَا فَيُقْبَضُ مِنْهَا. قَالَ: }إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{. قَالَ: فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثًا؛ أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ» «[26]».

26/ أنَّ رسولنا صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعينه، وإنما رآه بفؤاده؛ لقول أبي ذر t: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ:«نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ» «[27]». ولقول أمِّنا عائشة رضي الله عنها:" من زَعَمَ أَنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ "«[28]». 

27/ فضل أبي بكر الصديق الذي لم يُخالج قلبَه شك في صدق خبر النبي صلى الله عليه وسلم، بل سارع إلى التصديق لما أخبرته قريش بخبر الإسراء بقوله:"إن كان قالها فقد صدق". فرضي الله عنه وأرضاه.
وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


----------------------
[1] / استفدتها من مجموعة كتب صُنفت في هذا الموضوع، منها الآية العظمى للسيوطي وغيره.
[2] / البخاري ومسلم.
[3] / أول آيات سورة الإسراء.
[4] / سورة الجن، الآية: 19.
[5] / أول الكهف.
[6] / النجم: 10.
[7] / الصافات: 171-172.
[8] / انظر تفسيره: 10/210.
[9] / انظر كتابه: الآية الكبرى في شرح قصة الإسرا، ط دار الحديث بالقاهرة، ص: 60-62.
[10] / لطائف المعارف: 1/101.
[11] / مسلم.
[12] / الفرقان: 54.
[13] / سورة البقرة: 111.
[14] / البخاري.
[15] / البخاري ومسلم.
[16] / يُسميه الناس:حجر إسماعيل ! ولا مُسوِّغَ لهذه التسمية.
[17] / مسلم.
[18] / البخاري ومسلم.
[19] / الآية العظمى، ص: 71.
[20] / المدثر: 31.
[21] / سنن أبي داود.
[22] / البخاري ومسلم.
[23] / النساء: 28.
[24] / الترمذي، وحسنه الألباني.
[25] / قال النووي -رحمه الله-:" كذا هو في جميع الأصول:السادسة. وقد تقدم في الروايات الأخر من حديث أنس أنها فوق السماء السابعة. قال القاضي: كونها في السابعة هو الأصح، وقول الأكثرين، وهو الذي يقتضيه المعنى وتسميتها بالمنتهى. قلت: ويمكن أن يُجمع بينهما فيكون أصلها في السادسة ومعظمها في السابعة " ((شرح مسلم: 3/2)).
[26] / مسلم.
[27] / مسلم.
[28] / مسلم.

الجمعة، 15 يونيو 2012

قناديل


تبحر في دواخلنا نعم الحياة ، وتتراقص على جنبيها أيام لم تولد بعد .... ننتظرها بشغف كبير ، كي نطفئ برفقتها غربة مسيرنا نحو مصائرنا ... وأيدينا في أيدي من نحب .... كقناديل صغيرة تتشبّث بنا ونتشبّث بها ... فالحياة تحتاج دائما الى قلب كبير يغمرك بالفرح ، ويتقن حين تنهار فنون بعثك من جديد .فأنفاسك ستحتاج دائما الى يد تخمد صرير الشتاء الذي يسكنك، في لحظات ضعفك .... وتحوّل كل الاوراق الميّتة فيك إلى زوارق صغيرة تسافر بك نحو بـــــــــــــــــر للهدوء والسكينة .
خديجة ادريس

... صعب ...

صعب ان تبدأ طريقك دون هدف تعلّقه أمام عينيك ، وتفني عمرك كلّه لتحقّقه وتصل إليه . صعب أن يأكلك حزن ما ، في ركن ما ، بعيدا عن ضجيج الحياة .... وكأنّ الأصدقاء كلّهم قد انفضّوا من حولك وألهتهم عنك أنفسهم ومشاغل الحياة. صعب أن يكذّبك أقرب النّاس ، ويصدّقك أبعدهم ، فتشعر وكأنّك غريب ، منفيّ في أرض جديدة ..... لا تعرف فيها أحدا غير نفسك . صعب أن تجد نفسك مسؤولا عن كل ّ الاخطاء التي مرّت ... ودمّرت ... ولا يسعك سوى ان تبكي ، لأنّك اكتشفت متأخّرا أنّ الدمار قد عمّ كل من حولك . صعب أن تلوم نفسك عن فعل ليس لك يد فيه .... وشعور ليس لك دخل فيه ...وألم لست سببا فيه . صعب أن تبدأ خطوتك الأولى ، وأنت تنظر إلى آثار ما خلّفته وراءك من أخطاء . صعب أن يصنّفك البعض في خانة ليست لك ، لا تعبّر عن شخصيتك ، ولا تمثّل شيئا فيك . لأنّ ما وصلهم عنك ... نتيجة ترفّعك عن الجميع ، حين صار الجميع على شاكلة واحدة ، وطبع واحد ، واعتقاد واحد . صعب أن تنام قرير العين ، وأصابع يديك ملطّختان بدموع أنت سبب فيها . صعب ان يموت بداخلك شيئ ما ، يحثّك على البقاء ...بينما البقاء يحتاجك ليحيي جميع الأشياء بداخلك ، ليكتسب صفة الحياة 
.بقلم : خديجة ادريس

إلى أعزّ صديقة ......متيقنة بالله

 
 مؤلم جدا .......... مــــــــــؤلم جدا أن ترجع لتجد أقرب الناس إليك غائبا دون أن يترك رسالة لك يبرّر فيها أسباب غيابه عنك .... مريرة هي يد البعد حين تفجّر مسافات ومسافات مليئة بالأسئلة دون أجوبة ... تطفئ حرارة الجواب الشافي بداخلك ...... صعب أن تجد جوابا لحيرتك لأن الغائب عنك وحده من يجيبك ...... لا أدري لم لا يحسّ من يغيب عنا ان غيابهم يترك فينا فراغات مؤلمة نضيع فيها بدونهم .....

 بقلم : خديجة ادريس