واجهات الخيبة تستوقفنا كثيرا ، ونادرا ما تتركنا نمرّ دون تذاكر مدفوعة الثّمن لأشياء لا نرغب فيها ...ومع هذا تسقط في أقدارنا ونقتنيها عن مضض ودون اقتناع . فالحياة لا تحتاج إلى قناعات وإنّما إلى قرارات ذكيّة نتّخذها في الوقت المناسب قبل أن نضيع في لحظة القرار . فوراء كلّ خيبة .... هيبة نصنعها بعد سقوط طويل لعواطفنا أو محاولة فاشلة في انعاش الوقت الذي يموت بداخلنا على طاولة احصاء منسوب الأحلام والأمنيات المشرّدة في شوارع عقولنا المظلمة ، وأطفال الخيبة الذين نربّيهم بالفطرة . وبين الإستمرار أو الفرار ، بين العودة أوالهروب نجد نا صدفة في ضياعنا ، و حقيقة في وهمنا ، و أحلاما في يقيننا هكذا هي انفجاراتنا الداخليّة حين تصبح شجرة لا يسمع صوتها ولكن يزهر ثمرها بنكهة العمر و خضرة الوقت ، كحمامة في الحلم تنقر أقدارنا . وتأكل حبّ الحزن المتراكم فينا لنكتشف كم نحن بحاجة إلينا إلى ذاك الطّفل الصغير الذي لا همّ له سوى اللّعب ، بحاجة نحن أن نعود صغارا بوجه لم يعد ذاك الذي ألفناه وملّنا . مهمّتك التي لم تبدأ بعد أو التي انتهت ربما ولم تعد تعرف البداية من النهاية أو لعلّك اخترت أبسط الحلول وقرّرت أن تتوسّط الأشياء وتقيم في اللاقرار فلا أنت متقدّم لتسقط في فنجان قناعاتك ولا أنت متأخّر عنه لتنزل عن جميع رغابتك التي لا تسدّ جوع فراشات قلبك ، ونخيل ذكرياتك ، وبحيرة أسرارك . لأنّك ببساطة لا تريد أن تبكي مرّة أخرى على طريقة الأطفال لتحصل على ما تريده ممن تحبّ .. اجعل الحبّ قدرك والحبر ماءك ، و الأمل طعامك الوحيد ستجد بأنّ هشاشة صبرك ستقوى أكثر فمتى ستدرك أنّ الأشياء الصّغيرة هي انفجاراتك الكبيرة التي تحدثها في عقول الآخرين وتمضي بسلام فيهم فدع عدوى الفرح تنتقل حتّى تصبح القلوب نوافذ مشرّعة ،وغابة مليئة بالأمنيات يقصدها الجميع حين يحدث العطب .
مبلّل هو طريقنا بالمطر ، مبلّل بالهواء ، تزيّننا نافورة ماء صغيرة بنيناها عن تعب من بعض صراخنا وموتنا ، تعثّرنا ودموعنا هي باختصار شديد تاريخنا الذي صنعناه وحطّمنا لأجله آلهة الخوف وأصنام الفشل ، ومضينا في البحث عن إلاهنا الحقيقي ، وعن قطار عمرنا السّريع الذي نطارد من نوافذه طيور الحبّ حين نعود اطفالا فقط سنمارس جنوننا عن رضى ، ماذا بوسعنا أن نفعل سوى الدّهشة سوى الإستمرار في اللاستمرار .
بقلم : خديجة إدريس 24/06/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق