الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

زكـــــــــــــــــــــــــــــام .... الشّتاء




يفقد الفصل ثوبه ، ويفقد الورق لونه ، ويفقد القلم حبره ، ويفقد الصوت صوته .... هي هكذا أعراض المرض عندي ...فزكام الصمت أحيانا يشعرنا برغبة في البكا ء .... وإن فقدنا السيطرة على ذواتنا في لحظة ضعف ستجد كلّ جزء فيك يقول لك ما هذه الدموع .... وستردّ فورا مسكّنات داخلية لزكام الشّتاء .... وتبتسم وكأنّك تفقد بعضك .... لأنّ الدّاخل لا يمكن أن يتحوّل الى ابتسامة بسهولة فالثلج أحيانا يرفض أن يذوب .... رغما عنّ الشّمس .... والدّمعة أيضا ترفض ان تزول رغما عن كلّ شيئ ...... وكأنّ الشّتاء بكامل تفاصيله حاضر في وجهك وقلبك ..... وكلتا يديك .... ووحدها نظرة الحزن تبقى مشتعلة في عينيك لتدفّئ بقايا أنفاس تنتظر الفرج من وجع ... يرفض أن ينام ..... تحت وسادتي أعلّق أملي ... علّ بعضا من رحمات السّماء تنزل عليّ على شكل زخّات صوتية تتغلغل ما بيني وبين جلدتي .... مضى اللّيل وصوته لم يأت ؟ وكذلك الصباح آه من وجع الصباح .... فالبعض البعيد محظوظ يشرب ما يغنيني عن قهوة الصباح .... ما أقسى هذه القهوة اليوم باردة جدا ... ساخنة جدا .... أحرّك سكّرها مرغمة وكأني احرّك عقلي معها .... لا أريد أن أفكّر أبدا ان هناك من يسعد بصوتك بينما محرومة أنا منه .... وحدها تقتلني تلك الأرقام المتسارعة في قطع انفاسي فتخرس لهفتي وينقضي ما تبقّى .... وكأنّه فصل لابد منه ، وجسر لا بدّ لي من عبوره حتّى لو كانت ضفّته الأخرى منزوعة .... تتقطّع أشياء كثيرة بداخلي وأحس وكأني مقسومة الى اجزاء ... كلّ جزء ينفر من جزء وكأنّها تتبرّأ جميعها مني ومن ألمها لتلصقه بأيّ شيئ تصادفه .... فيا ويحها ... ويا ويلها حين تتجمّع كلّ الآلام دفعة واحدة لتخرسني فجاة وكانّي فقدت اللغة ... وشيئا من الورق .... فقدت الحركة فقدت كلّ شيئ ببساطة لأنّي ....


أحيانا ألجأ إلى تفكيك خصلات شعري ... وكأني ألومها ..واعضّ على مشاعري التي ترفض الهدوء .... لن أقبل بأيّ انثى تقترب .... عواصف صامتة تبحث عن صوت لتدور حول نفسها وترمي جميع من تحاول الاقتراب منك .... فراشات الدّهشة تسكنني .... وكأنّي ابتلعت نصفها لحظة غضب والاخرى فرّت حين فتحت فم قلقي ليعجنني بهدوء ... ولا صوت غير الصّمت .... لا شيئ يسمع غير اخشاب مبلّلة تحاول أن تحرق نفسها حتّى لا ينتبه احد لحديث الشتاء بداخلها ..... أيّتها المجنونة .... اوقفي حركة الدّمى التي تسكنك بحثا عن اللّعب .... أوقفي جميع خيطان الصّوف التي تلفّ أصابعك.... أوقفي أيّتها الاعين الدّخيلة صهيل فضولك عنّي .... محال ان تهتزّ عروش وجودي .... ولتجمعي حطام جعجعتك وانصرفي .... فالعاصفة بداخلي تبتسم .... ولن ترضى ان تسدل ستار ادمعها وتشتّتها فزهور قلبي ليست للفرجة .... ليست لتتناقل عطورها الوشوشات ... لست أبدا سوى انت ولن اكون وبعدك كلّ شيئ يهون ...... عجبت كيف لم يشرق عندي الصباح وقد مرّت الأيام متوالية ..... فكيف يصبح الوقت وقتا من غير صباحات تهلّل بفجر عينيك ... كيف سأقلّب فناجيني اليومية من دون صوتك ..... فكلّ من حولي باهت بعيد ... لا أكاد أراه تراني اصاب بالعمى الكلي من غير صوتك وحضورك .... أيّها المزهر كقارورة عطر بداخلي .... كبقايا الزّهور الهاربة من فصل الخريف ضمّني برائحة الشّوق القاتل .... حتّى اذوق القتل الحقيقي على يديك ولن ابالي فالموت يكون مرّة واحدة ... فقط وانا قد رضيت ... قد رضيت ... قد رضيت .... بالطبع أقبل إصبعك ويدك وكلّك أقبلك أكيد هكذا تفضحني كل جوارحي المتلهّفة لشمّ رائحتك المسافرة أقسم أشمّها حقا حقا حقا .... فضع خاتم حبّك في قلبي ووزّع نخب الودّ القريب .... واقترب إني احتاجك لاتنفّس .... فالهواء ناذر هذه الأيام وأنا سأقاتل لاجل أن اتنفّسك بهدوء .... أحتاج إليك جدا أيّها المجنون أعد إليّ جميع صباحاتي ... واطلق مساءات بلون عينيك تخذّرني وتعلّقني بك ما تبقّى من عمري .... ادركت لحظة وضعت عقلي في يميني وقلبي في يساري أني اعشقك مهما اختلفت مواضع عقلي وقلبي .... لن أرضى بغيرك أقسم أيّها المجنون عد إلي ..... قد يحجزني التفكير بك طويلا .... وتطلّقني نفسي غيرة .... وتهجرني طيور روحي .... إلا انت تظلّ وفيا لي لأنك لا تعرف طريقا غيري ....ولا مدينة غير قلبي ولا محيطا غير جسدي ... احترت كيف أوصل لك كلماتي .... في وقت لم تعد للكلمات معاني .... ولا للأرقام ... الضائعة التي ترجع إليّ مهزومة خائبة .... فألومها ظلما .... وانا التي أرسلتها كلّ مرة .... فتفقد طريقها ... ولا تعرف ملجأ غير اصابعي وهذا الهاتف الاخرس الذي يهزّني ... كم نظرت إليك ... وشكوت إليك .... وانتظرت ردّ منك تحمله لي على اجنحة السرعة حتّى أستطيع النّوم لكني حين أستيقظ اجد نفسي انظر لنفس المكان الذي توجد فيه ... ولا رسالة اتت ولا رنّة هتفت ..... فقط تلك الصور التي تسكّن المي .... تبقيني اكبر قدر على قيد النّوم والكتابة .... زكام هذا الشّتاء ... هكذا هي اعراضه عندي ... فهل تراني حقا احتاج إلى ابرة مسكّنة لوجع داخلي أجهل مصدر سخونته ؟ هل احتاج لدواء ؟ لا اعتقدني أرغب في الشّفاء مهما اشتدّ ألمي .... وتزاحمت بصدري عصافير .... السّعال .... لا اعتقدني حقا أسعل بسبب المرض وكأن لغة قلبي تغيّرت .... واختزلت جميع الأبجدية ليقول على منبر لساني أح أح أح ... يعني احبك جدا جدا .... هل وصلتك اعراض مرضي وفهمت لغة قلبي الجديدة التي يجهلها الجميع إلاّ انت فاحّ أحّ احّ أح كم احبك ....... 

                                 خديجة ادريس

الجمعة، 30 نوفمبر 2012

في صدرك ... مدفون قلبي





قلبي مدفون في صدرك ...
كساعة تدقّ كلّ لحظة ... 
وحين يشتدّ بي شوقك 
ترأف بي عقاربها ... 
فتزيد من حركتها بداخلك ...
لتُعجّل بحضورك إليّ ....
       خديجة ادريس

حين ينقطع .... وحــــي صوتك



كيف سأنام الّليلة من غير صوتك ... ؟
وأنا  مليئة ... بك
يشدّني بعضك...
فتقفز مقلتيّ فرحا ....
وتُجلسني وسادتي ...
لتلُفّني .... معك
في قالب حلوى ...
في قارورة عطر
حتى يكتمل البعض
وأصير ..... أنت
حين يتأخّر وحي صوتك
تتحوّل الأحلام
إلى شياطين من القلق
تجرّني .... وتقلّبني
وتطردني ...
وتعيدني حيث أنت
وكأنّني ما كنت أبدا
فكيف سأنام ....
وأنا لست أنا
حصان تجرّه عربة
وفراشة تجرّ دمية
ما أقساه من حلم
حين يبدأ من غير صوتك
وينتهي من غير نوم
           خديجة ادريس

هناك ... وهنا



تحتها جُنّ هو ... وجُننت أنا
باركتنا أمطار 
وهواء .. ومظلّة
وأرض .. ليست لنا
هنــــــــاك .. وهنا
ليس مهمّا أنّـــهـــا
وأنّك ، وأنّي ، وأنّ
لكنّ المهـــــــمّ أنّنا ....
تحتها جُننّا
نخلة مبتلّة تجلس قربنا
وقطعة أرض خلقت لنا
ليس تماما ... أو ربّما ... أو هكذا
دائما يلهو الجنون بنا
لكنّ المهمّ في القضيّة أنّنا .....
             خديجة ادريس

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

تكلّمني ... عيناك



تكلّمنـــــــــــــــــــــي عيناك
المسكونتان ... بــــــــــــــي
وتصمــــت شفتـــــــــــــيّ
فتتبعها عيون القلب 
تجرّ أحرفها

لأستنشقك من جديـــــــد 
وأقول لك - أحبّــــــك -
من غير لغة
  خديجة ادريس

أشتاقك .... جدا



أشتاقك جدا حين يغلبني المطر ... ويوقف بداخلي طواحين الفراغ .. فيتبلّل صوتي  ، وتبرد قهوتي ، ويضيق بي الانتظار ... وتبقى انت حيث ينتهي بصري لألقاك من غيرأن تحضر ... فبعض الشّوق يخلقك بداخلي ... وبعضه يلقيك خارجا كي أستمتع برؤيتك وأنت قادم إليّ من أقصى الحلم لتحيطني بذاكرة جديدة نسكنها معا .
بقلم :خديجة ادريس

ما بين الفكرة ... والفكرة




وأطلّ الصّبح بنصف ثوبه منتشيا سحبا و حمامة ... وزهرة في مضاجع القلق دثّرتها غمامة  ... وقشّة موجوعة تتقلّب بداخلي على عجالة ... وأنا لا زلت حيث أنا في فمك أثقب وسائد فراغي ... وأملأ ما بين الفكـــرة .... والفكرة ، ما بين الخيط .... والإبرة ... فصوتك المملّح برائحة السّماء الغاضبة يجهض  ترانيم مشتاق خذّره المطر ... فاستسلمت له نوافذ قلبي ... وغنّى له زجاج الذّاكرة المبلول بعبير صوته  ... فيكتمل بداخلي للصّبح نصفه الآخر ، ويعلن عن ميلاد مدفئة جديدة تسكنني ... لا تشتعل إلاّ بسحر عينيه

 بقلم                    خديجة ادريس

ذات ... مساء



ذات مساء ... التقنا وكأنّنا ما افترقنا  .... واختفينا خلف نوافذ السّماء ، وظلّت سحب المطرمن فوقنا ... تلهو بنا ... وتعلو من دوننا ... ذات مساء لا أدري أم ذات صباح .... ففي حضورك يغيب الوقت ، وأتحوّل فجأة الى طفل يطلبك كلّما ابتعدت عن محيط عدسة عينيه ... فلاأدري كم مضى من الوقت ، ولا حتّى كم تبقّى من الصّوت .... لأنّي اكتشفت أنّي معك أفقد حقّا حاسة الوقت ...
                                                       
  بقلم خديجة ادريس
                                                                                   

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

لا ..... تسألنـــــــــــــــي





لا تسألني كيف حالــــــــــــــــــي
ما بي شعـــــــــــــور
له من كلّ شيئ قطعة 
                      خديجة ادريس

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

كـــــــرسيّ .... الشّوق


تُجلسني الذّاكــــرة عنوة ً علــــى كرســــيّ الشّوق ... فأهذي بيديكِ تلامسان يدي .... وكــــــأنّهما خيـــــــطا دخّــــــان عبـــــر أنفي ... ليسكن رئتي ... ليُقيم طويـــــلا في قلـــــبي ... فيتحوّل مع مرور الوقت إلــــــى هواء مؤقّت أتنفّسك من خلاله .... حتّــــــى ترأف بـــي الذاّكــــرة يوما لتحملك إلــــــيّ ... علــــى شكل تفاصيل حقيقيّة يُنجبها الوقت ....
.
                          بقلمك : خديجة ادريس

الجمعة، 26 أكتوبر 2012

لا... تُسمّى



لا أدري مايُسمى ذاك الذي
يُقطف بداخلي مهلّلا ...كي يراك
فتتفتّق كـــــــــروم الفرح
وتزهر براعم المرح
لتقتحم مساك
لا أدري ما  تُسمّى انت
ومـــــا أنا أسمّى
أحرف .. فواصل .. صرصرة
تكلّم يديك
تشاجر عينيك
وتحيى كزهرة
قلبها الصّغير هواك
كيف أسمّيك وأنت الذي
وأنــــــا التي
عجبا لقامة حرفي
كيف تصغر تفاصيلها
ويكتم الورق قتيلها
ويُشعل القلم فتيلها
أيّ اسم تراه سيليق بك 
احترت ... عبثا أحاول أنا
أن أُلبسك حرفا
وأنت ترفض أن تكون كلمة
همسة تجرّ همسة
وورقة تهرّب جملة
لا أدري مايُسمى ذاك الذي
ولكّني اقتنعت أخيرا 
أنّك فعــــــــــــلا لا تُسمّى
                 خديجة ادريس

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

فلسفة ... حلـــــــــــــــم



هناك جملة قرأتها كثيرا بخطّ حلــــــــــــــــــــــــــمي ...... " لا تلتفت إلى الوراء كثيرا ....... ليستقيم عنق تفكيرك نحو الأمام  ويستمرّ طويلا " ...... لكنّي جادلت حلمي في حلمي .... فهناك أشياء تستحق ان تلتفت إليها وإن مضت .... فلربّما تمنحك الدافع لتستمرّ .... أو لتراجع نفسك ..... أولتجدّد مشاعرك فتصبح أقوى وأعمق .... فعذرا ألف عذر يا حلمي .... ستتفهّمني  ربما ..... إن أصبحت  يوما حقيقة .... فبعض الاحلام خلقت لتبقى أحلاما ..... وبعضها تحدّت القدر لتصبح واقعا ..... فكن واقعا أرجــــــــــــــــوك
                          خديجة ادريس

لحظات ... خريفية 2




مرّت لحظات من الصمت ، وكأنّ الدنيا أوقفت على رنين معصميها أجراس الوقت ، جلست مبتسمة ممدّدة الشّوق، والحنين. وكأنّني صرت في نصف لحظة أنثى تبحث عن مراياها الضائعة ، وعن حقيبة يدها المليئة بمساحيق الجرأة واليقين ، تحـسّبا لأيّ انتكاسة عاطفيّة قد تجرّني اليها نظراتك الآسرة في لقائنا الأوّل .... تسارعت في حضن الدقائق  أنفاسي  ،وتحرّكت جميع  نبضات قلبي المسروقة ، في حضن التّواني المستعجلة ،  وكأنّها قطارات من التّوتّر تتزاحم على وقع جلستنا الباردة ... وظلّت غيمة الصّمت محتارة على رأسينا .... تمدّ يديها لتجمع بين قلبينا  كحبّتي كــــرز صرنا معلّقين من عرقوب أفكارنا المسبقة  .... فنفخت من روح الوقت حين أحسست أن النّهار أوشك على طيّ شمسه ..وتغيير لون سمائه علّه يمدّني بمزيد من الشجاعة في استقبال حبّ ليس ككل  الفصول ، ورجل يشبه المطر في اجتياحه المعلول  ، وجميع أشيائه المبعثرة ، وصلت في الوقت المحدّد بدون عقل ، وبدون قلب ، وبدون روح . وصلت فارغة من نفسي ، ومليئة به كنافورة منسيّة حرّكتها رياح  يديه ...... وأسكنتها رياض عينيه .... مبتلّة انا... وهل تبتلّ الجوانح شوقا .... في يوم خريفي رفع عنه وعن سمائه  المطـــــــــر إلـــــى حين .... ومضت سنن الأيام بيننا وكأنّها سطر في ورقة .... موجة تناطح نسائمك العبقة ... ومضيت انا في مصيري إليك مثلها أو ربما أكثر منها مثقوبة الرّؤى ... فعجبا كيف مضى ما مضى وأنا لازلت واقفة كمنحوتة خشبّة أناطح الزّمن لأقرأ من فصولك سطرها الأوّل ....
                         خديجة ادريس      22/10/2012     

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

جنّت .... يديّ



جنّت يديّ ... وتشابكت خيطان الودّ بين جنبيّ .. في لحظة تستنشق لحظة .. وقطـــــــــــار يجـــــــرّ محطّة ....  كيف ولــــــــم ؟ أشواق في فمها زهـــــــــــــــــــــرة .. ملح بحر وسكــــــــــــــــــّر قهوة ... أنــــــــــــــــــا وأنت ... فـــــــــم ورسالة ، يـــــــد وكتابة .... في مرفأ ظلّك رائحة أشهى من الكبريت ..  وسنبلة فقدت قمحها ، وعقلها وزمن التّوقيت ... للوصول ..وجمع الفصول من عينيك  .....
فلماذا وأيّ ؟ أصابع ستغرق سفينة ... وزورق تسكنه قصيدة .. وشاطئ تطفؤه مدينة ... فهل ومتى ؟ هلاّ وكلاّ ؟ بات و أضحى في فمي ... وجع يعبره قلـــــــــــــــــــــــم ، وورق يصنعه حلــــــــــــــــــم ، وحجر يجرّ هزيمة ، وفشل تهزّه عزيمة .... ويد انتهت مثلما بدأت مجنونة ..... 
                              خديجة ادريس

أحـــــــــــلام .... بعيون صغيرة




حين شدّت قميص عاطفتي ...  وحاورتني عيونها الصّغيرة ....  أدركت من لمسة يدها الباردة أنّ الشّتاء استوطن أصابعها ، وثوبها  لفترة طويلة ..... وقفت على أصابع حيرتي .... مشدودة إليها ... أبحث في كواكبها عن سرّ نحولها .... وثرثرتها القليلة ...وكاّنّ كلّ جزء من جسمها صار له لسانا يتحدّث ... يصوّب الحرف أسهما تنطق  .... "أحلم أنا ببيت من طين وباب من خشب ، ونافذتن تقفز منهما عصافيري حين تعجّ بالحنين  ... أحلم بأن يغادرنا المطر ، ويهجرنا البرد ، وتزورنا الشمس ، وتجلس عندنا السّحب ، ويسقينا الماء وتبتعد قليلا عنّا السّمـــــاء ... أحلم أنا برصيف من زجاج ألعب فيه ، أتدحرج عليه كريشة بيضاء ....  كفراشة أقفز من بيت الى بيت دون أن أدقّ الباب ... أو يزعجني الذباب .... أحلم أن تكون لي طاولة وردية عليها أكتب وأنام ، وأفتح عقل الكتاب .... أحلم أنا أن أعيش ككلّ الأطفال ... ويغادرني هذا المرض العضال ..... أحلم ان يكرهني الدّواء ، ويملّني المرض ، ويرحل الدّاء ..... " قاطعت شريط أحلامها فجأة بدمعة لم تكن متوقّعة ،وكأنّه صار لي أنا الأخرى أجزاء لكل منها  لسان .... لكن أخرس لا يردّ، وكأنّ الموقف ابتلعني .... ولم أملك سوى أن أبتسم في وجهها فذلك أقلّ شيئ استطعت تقديمه وكأنّي بها أقول .... ستتحقّق جميع أحلامك .... فوضعت يديّ على رأسها وكأنّهما تقولان للاحلام القابعة في عقلها الصغير ..... ارتدّي عن دينك المستحيل .... من سيلتفت لمتطلّبات صغيرة لطفلة تحلم ... لم تكبر الحقيقة في عينيها بعد ... ولم تر من الحياة سوى المرض والنّسيان .... وكأنّهما يعجّلان بموت كلّ حلم صغير لم يولد في شفتيها بعد ....
                                                     خديجة  ادريس                                    

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

فصل ... اللّغة





تفقد اللّغة عندي طفولتها ....
 حين تتحرّك كثيرا بداخلي
 فيصغر مقاس السّماء
 وتتّسع حدقة التّفكير بك
 وبما آل إليه حالي 
لست أدري إن كنت اللغة .... 
أم اللغة كانت أنت .... 
فتهيج أحرفك .... 
ويقصر عمر دفاتري .... 
وينحني القلم ساكبا
 فمه
وشوقه
 وهذا الوجع المارّ ببطئه
يخنقني ويخلق
 مسافة وقطار ....
ومحطة يسلبها الانتظار ....
فأعود من حيث بدأت ..
أصغي لحركاتك بداخلي ....
حتّى تهدأ 
وتسكت عين الأرق
و قرص الورق     
                       خديجة ادريس




س .... أرحل




ســــــــــــــ ...... أرحــــــــــــــــل يعني 
سأفكّر في الرّحيــــــــــــــــــــــــل
وبين السّين ... والتفكيـــــــــــــــر
حروف لــــــــــــــــــــــن ترحـــل
وحضور لــــــــــــــــــــن يفكّــــر
                              
                      ... خديجة ادريس ...
                            

صوتك ...وخاريطة عقلي




عندما يمرّر الهاتف إلـــــيّ ذبذبات صوتك ...
أفقد خاريطة عقلي ...
وأتيه في غابة حضوري
فلا أدري إن مرّ صوتك عبر الهاتف حقّا
أم مرّ عبـــــــــر شعوري ....
                          .... خديجة ادريس ...

السبت، 6 أكتوبر 2012

وأهرب منك .....



وأهرب منك .... لأعود إليك ..
وأبتعد عنك .... لأقترب منك ..
وأنام بعيدا ..... لأستيقض في حضنك
كزهرة صفراء .... لا تقبل شريكا لها
كفراشة تحطّ لتطير مجدّدا ....
وتستقرّ طويلا .... في مقلتيك  
                                 .... خديجة ادريس .... 

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

ذات ... وجع



ذات وجع... جلست أرمّم  بقايا  الأشياء من حولي ... وأثقب سحب القلق بكبريت ظلّي ، جلست صوب  نافذتي فوجدتها فارغة من عصافيرها البيضاء ... فهي لم تعد تدقّ زجاجي .... لم تعد تكسر شقاوة مزاجي ... تفقّدت جميع المرايا والهدايا ...وفتحت برفق جناحا يسكنني وتساءلت أين العصافير ؟ عجبا علّ خبز الشّوق عندي   قذ نفذ ... ولم يعد يرويها أبدا  فتات اهتماماتي  .... ذات وجع .... أفقت وانثنيت أبحث عن بقايا الطباشير ... ليتقن  الدّمع نسج التعابير  ويحدّث كلّ من يمضي أني  .... ذات وجع ....
                        بقلم : خديجة ادريس

وأشحذ ....صوتك




وأشحذ صوتك من شوارع النّسيان ، وأهذي بدراهم أحرفك في طبق الشّوق المعروض للعيان  ... وأحمل حين تخفّ الخطى كبئر معطّلة خيطا وإبرة لأنسج بهما روحا تسكنني أعياها المكان .... وأمضي .... مثلما بدأت أشحذ من جديد .... وأمدّ شراعا من حديد ... لأصل إليك مهزومة ... فارغة من وجعي أحمل طبقي المليئ بك .... وأخرس برفق عنق الزّمان .... فياليتها نبرات صوتك تسكن هذا الطبق .... لانفض عنّي غبار القلق .... وأغادر برفق برفق  هذا النّفق ....فأدوار التّسوّل تليق بي فقط إن أنت منحتني صوتك وأسكنته هذا الطبق ....
                             بقلم : خديجة ادريس

الجمعة، 28 سبتمبر 2012

شيئ ... من حياتي




أحيانا يسوق لك القدر نماذج بشريّة تلقّنك الحياة  حين تكون فاقدا للقدرة والرغبة على فعل أيّ شيئ  .... 
استيقضت ذات صباح مريضة جدا ، لا رغبة عندي للحركة .... كابرت وارتديت ثوب المحاولة في أن أكون كأيّ شخص عادي يستيقض من النّوم متجها إلى عمله ... لكنّي  تركت في فراشي كلّ ما يدعوني للتفاؤل والمرح ..... وحينما دخلت مقرّ عملي وانهمكت قليلا في بعض الاعمال العالقة ، اتّجهت نحوي احدى المنظّفات اللواتي يعملن هناك .... قاطعتني وبدات تحدّثني عن ابنتها وانا لا رغبة لي في تبادل أي حوار مع أيّ أحد ولا حتى ان أضحك في وجه من حملتها إليّ معها .... فمن واجب الكباردائما  أن يبتسموا ولو تمثيلا أمام الأطفال خاصة لو كانوا مميّزين مثل هذه الطفلة ... وشيئا فشيئا تركت القلم ووضعت العمل جانبا وبدات أصغي باهتمام  لهذه الطفلة ولأمّها ... حيث قالت لي أنها مصابة بمرض النّسيان المزمن وذاكرتها لم تبدأ بعد في نشاطاتها .... لا بل لم يكتمل جسدها .... فللذاكرة جسد يكتمل باكتمال ونضج العقل والجسد الخارجي .... أما هذه الطفلة فلا ذاكرة لها أليس عجيبا ان تقف امامي طفلة صغيرة محرومة من الذاكرة والذكريات ؟.... فبعضنا بل كلّنا ينبذ الذاكرة أحيانا .... لأنها لا تنسى شيئا ولا تطاوعنا في نسيان ما نرغب ... أما هذه الطفلة فهي تبحث عن ذاكرتها التي لم تعرفها بعد ، لم تجرّبها بعد .... أجلستها قربي مستسمحة إياي في ذلك ... وتركتها عندي لبعض الوقت .... فبدات أحدّثها عن احلامها عن حبّها للمدرسة وعن معلّمتها التي تحبها بدلا من معلّمها الجديد فقلت لها هل تعرف معلّمتك انك تحبينها كلّ هذا الحب قالت لي لا فأجبتها عليك ان تخبريها بذلك في المرة القادمة وتبادرت في ذهني فكرة وكأن المرح والنشاط الذي تركته في البيت قد استقلّ عصفورا خاصا ليلحق بي فتبادلنا الضحك سويا وشاطرتها القلم لتكتب وترسم لمعلّمتها حبّها لها ..... لاني رأيت انه من غير المعقول ان تبقى مشاعرها حبيسة قلبها الصغير فأردت أن أجسّدها في رسالة وكأنّنا نتحدّى النسيان القابع في عقلها الصغير .... ونهزمه بالكتابة والرّسم والتعبير .... وفعلا شددت على يدها ورسمنا سويا على الورق كثيرا .... وبدت الطفلة غارقة في الفرحة والسعادة كما أغرقني حضورها بذلك حين عجزت كلّ الدنيا عن ذلك .... لأنّها ناولتني فنجانا في الحياة قلّما أشربه في حالة اليأس التي مررت بها .... وحين رجعت والدتها قالت لها استمتعت كثيرا ..... هل تعيدينني إلى هنا ؟ وغادر صوتهما مكان عملي ونظرت صوب النافذة وقلت ....هناك بعض البشر كالعصافير أرواحهم الصغيرة تدقّ باب قلبك كثيرا لتغمره بالفرح واستانفت عملي من جديد وغادرني الحزن واليأس  حين اتّصلت بنور الحياة ....... وسمعت صوته الذي يغمرني فرحا لا يزول ... كم أحبّك يا نور النور .
                                     بقلم خديجة ادريس

الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

نافذة ... لا تهدأ



ولا زالت تسكنني نافــــــــــــــــــــــــذة لا تـــــــــــــــــــــــــــهدأ ... تظـــــــــــــــــــــــلّ توشوش لـــــــــــــــــــــــــــي في أذنـــــــي .... وتستحضرك في مخيّلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي كلّمـــــا هزمنـــــــــــــــــــــــــــــي شوقك .... قبل ان يبــــــــــــــــــــــــــــدأ .
                                                                                                 خديجة ادريس