الجمعة، 26 أكتوبر 2012

لا... تُسمّى



لا أدري مايُسمى ذاك الذي
يُقطف بداخلي مهلّلا ...كي يراك
فتتفتّق كـــــــــروم الفرح
وتزهر براعم المرح
لتقتحم مساك
لا أدري ما  تُسمّى انت
ومـــــا أنا أسمّى
أحرف .. فواصل .. صرصرة
تكلّم يديك
تشاجر عينيك
وتحيى كزهرة
قلبها الصّغير هواك
كيف أسمّيك وأنت الذي
وأنــــــا التي
عجبا لقامة حرفي
كيف تصغر تفاصيلها
ويكتم الورق قتيلها
ويُشعل القلم فتيلها
أيّ اسم تراه سيليق بك 
احترت ... عبثا أحاول أنا
أن أُلبسك حرفا
وأنت ترفض أن تكون كلمة
همسة تجرّ همسة
وورقة تهرّب جملة
لا أدري مايُسمى ذاك الذي
ولكّني اقتنعت أخيرا 
أنّك فعــــــــــــلا لا تُسمّى
                 خديجة ادريس

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

فلسفة ... حلـــــــــــــــم



هناك جملة قرأتها كثيرا بخطّ حلــــــــــــــــــــــــــمي ...... " لا تلتفت إلى الوراء كثيرا ....... ليستقيم عنق تفكيرك نحو الأمام  ويستمرّ طويلا " ...... لكنّي جادلت حلمي في حلمي .... فهناك أشياء تستحق ان تلتفت إليها وإن مضت .... فلربّما تمنحك الدافع لتستمرّ .... أو لتراجع نفسك ..... أولتجدّد مشاعرك فتصبح أقوى وأعمق .... فعذرا ألف عذر يا حلمي .... ستتفهّمني  ربما ..... إن أصبحت  يوما حقيقة .... فبعض الاحلام خلقت لتبقى أحلاما ..... وبعضها تحدّت القدر لتصبح واقعا ..... فكن واقعا أرجــــــــــــــــوك
                          خديجة ادريس

لحظات ... خريفية 2




مرّت لحظات من الصمت ، وكأنّ الدنيا أوقفت على رنين معصميها أجراس الوقت ، جلست مبتسمة ممدّدة الشّوق، والحنين. وكأنّني صرت في نصف لحظة أنثى تبحث عن مراياها الضائعة ، وعن حقيبة يدها المليئة بمساحيق الجرأة واليقين ، تحـسّبا لأيّ انتكاسة عاطفيّة قد تجرّني اليها نظراتك الآسرة في لقائنا الأوّل .... تسارعت في حضن الدقائق  أنفاسي  ،وتحرّكت جميع  نبضات قلبي المسروقة ، في حضن التّواني المستعجلة ،  وكأنّها قطارات من التّوتّر تتزاحم على وقع جلستنا الباردة ... وظلّت غيمة الصّمت محتارة على رأسينا .... تمدّ يديها لتجمع بين قلبينا  كحبّتي كــــرز صرنا معلّقين من عرقوب أفكارنا المسبقة  .... فنفخت من روح الوقت حين أحسست أن النّهار أوشك على طيّ شمسه ..وتغيير لون سمائه علّه يمدّني بمزيد من الشجاعة في استقبال حبّ ليس ككل  الفصول ، ورجل يشبه المطر في اجتياحه المعلول  ، وجميع أشيائه المبعثرة ، وصلت في الوقت المحدّد بدون عقل ، وبدون قلب ، وبدون روح . وصلت فارغة من نفسي ، ومليئة به كنافورة منسيّة حرّكتها رياح  يديه ...... وأسكنتها رياض عينيه .... مبتلّة انا... وهل تبتلّ الجوانح شوقا .... في يوم خريفي رفع عنه وعن سمائه  المطـــــــــر إلـــــى حين .... ومضت سنن الأيام بيننا وكأنّها سطر في ورقة .... موجة تناطح نسائمك العبقة ... ومضيت انا في مصيري إليك مثلها أو ربما أكثر منها مثقوبة الرّؤى ... فعجبا كيف مضى ما مضى وأنا لازلت واقفة كمنحوتة خشبّة أناطح الزّمن لأقرأ من فصولك سطرها الأوّل ....
                         خديجة ادريس      22/10/2012     

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

جنّت .... يديّ



جنّت يديّ ... وتشابكت خيطان الودّ بين جنبيّ .. في لحظة تستنشق لحظة .. وقطـــــــــــار يجـــــــرّ محطّة ....  كيف ولــــــــم ؟ أشواق في فمها زهـــــــــــــــــــــرة .. ملح بحر وسكــــــــــــــــــّر قهوة ... أنــــــــــــــــــا وأنت ... فـــــــــم ورسالة ، يـــــــد وكتابة .... في مرفأ ظلّك رائحة أشهى من الكبريت ..  وسنبلة فقدت قمحها ، وعقلها وزمن التّوقيت ... للوصول ..وجمع الفصول من عينيك  .....
فلماذا وأيّ ؟ أصابع ستغرق سفينة ... وزورق تسكنه قصيدة .. وشاطئ تطفؤه مدينة ... فهل ومتى ؟ هلاّ وكلاّ ؟ بات و أضحى في فمي ... وجع يعبره قلـــــــــــــــــــــــم ، وورق يصنعه حلــــــــــــــــــم ، وحجر يجرّ هزيمة ، وفشل تهزّه عزيمة .... ويد انتهت مثلما بدأت مجنونة ..... 
                              خديجة ادريس

أحـــــــــــلام .... بعيون صغيرة




حين شدّت قميص عاطفتي ...  وحاورتني عيونها الصّغيرة ....  أدركت من لمسة يدها الباردة أنّ الشّتاء استوطن أصابعها ، وثوبها  لفترة طويلة ..... وقفت على أصابع حيرتي .... مشدودة إليها ... أبحث في كواكبها عن سرّ نحولها .... وثرثرتها القليلة ...وكاّنّ كلّ جزء من جسمها صار له لسانا يتحدّث ... يصوّب الحرف أسهما تنطق  .... "أحلم أنا ببيت من طين وباب من خشب ، ونافذتن تقفز منهما عصافيري حين تعجّ بالحنين  ... أحلم بأن يغادرنا المطر ، ويهجرنا البرد ، وتزورنا الشمس ، وتجلس عندنا السّحب ، ويسقينا الماء وتبتعد قليلا عنّا السّمـــــاء ... أحلم أنا برصيف من زجاج ألعب فيه ، أتدحرج عليه كريشة بيضاء ....  كفراشة أقفز من بيت الى بيت دون أن أدقّ الباب ... أو يزعجني الذباب .... أحلم أن تكون لي طاولة وردية عليها أكتب وأنام ، وأفتح عقل الكتاب .... أحلم أنا أن أعيش ككلّ الأطفال ... ويغادرني هذا المرض العضال ..... أحلم ان يكرهني الدّواء ، ويملّني المرض ، ويرحل الدّاء ..... " قاطعت شريط أحلامها فجأة بدمعة لم تكن متوقّعة ،وكأنّه صار لي أنا الأخرى أجزاء لكل منها  لسان .... لكن أخرس لا يردّ، وكأنّ الموقف ابتلعني .... ولم أملك سوى أن أبتسم في وجهها فذلك أقلّ شيئ استطعت تقديمه وكأنّي بها أقول .... ستتحقّق جميع أحلامك .... فوضعت يديّ على رأسها وكأنّهما تقولان للاحلام القابعة في عقلها الصغير ..... ارتدّي عن دينك المستحيل .... من سيلتفت لمتطلّبات صغيرة لطفلة تحلم ... لم تكبر الحقيقة في عينيها بعد ... ولم تر من الحياة سوى المرض والنّسيان .... وكأنّهما يعجّلان بموت كلّ حلم صغير لم يولد في شفتيها بعد ....
                                                     خديجة  ادريس                                    

الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

فصل ... اللّغة





تفقد اللّغة عندي طفولتها ....
 حين تتحرّك كثيرا بداخلي
 فيصغر مقاس السّماء
 وتتّسع حدقة التّفكير بك
 وبما آل إليه حالي 
لست أدري إن كنت اللغة .... 
أم اللغة كانت أنت .... 
فتهيج أحرفك .... 
ويقصر عمر دفاتري .... 
وينحني القلم ساكبا
 فمه
وشوقه
 وهذا الوجع المارّ ببطئه
يخنقني ويخلق
 مسافة وقطار ....
ومحطة يسلبها الانتظار ....
فأعود من حيث بدأت ..
أصغي لحركاتك بداخلي ....
حتّى تهدأ 
وتسكت عين الأرق
و قرص الورق     
                       خديجة ادريس




س .... أرحل




ســــــــــــــ ...... أرحــــــــــــــــل يعني 
سأفكّر في الرّحيــــــــــــــــــــــــل
وبين السّين ... والتفكيـــــــــــــــر
حروف لــــــــــــــــــــــن ترحـــل
وحضور لــــــــــــــــــــن يفكّــــر
                              
                      ... خديجة ادريس ...
                            

صوتك ...وخاريطة عقلي




عندما يمرّر الهاتف إلـــــيّ ذبذبات صوتك ...
أفقد خاريطة عقلي ...
وأتيه في غابة حضوري
فلا أدري إن مرّ صوتك عبر الهاتف حقّا
أم مرّ عبـــــــــر شعوري ....
                          .... خديجة ادريس ...

السبت، 6 أكتوبر 2012

وأهرب منك .....



وأهرب منك .... لأعود إليك ..
وأبتعد عنك .... لأقترب منك ..
وأنام بعيدا ..... لأستيقض في حضنك
كزهرة صفراء .... لا تقبل شريكا لها
كفراشة تحطّ لتطير مجدّدا ....
وتستقرّ طويلا .... في مقلتيك  
                                 .... خديجة ادريس .... 

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

ذات ... وجع



ذات وجع... جلست أرمّم  بقايا  الأشياء من حولي ... وأثقب سحب القلق بكبريت ظلّي ، جلست صوب  نافذتي فوجدتها فارغة من عصافيرها البيضاء ... فهي لم تعد تدقّ زجاجي .... لم تعد تكسر شقاوة مزاجي ... تفقّدت جميع المرايا والهدايا ...وفتحت برفق جناحا يسكنني وتساءلت أين العصافير ؟ عجبا علّ خبز الشّوق عندي   قذ نفذ ... ولم يعد يرويها أبدا  فتات اهتماماتي  .... ذات وجع .... أفقت وانثنيت أبحث عن بقايا الطباشير ... ليتقن  الدّمع نسج التعابير  ويحدّث كلّ من يمضي أني  .... ذات وجع ....
                        بقلم : خديجة ادريس

وأشحذ ....صوتك




وأشحذ صوتك من شوارع النّسيان ، وأهذي بدراهم أحرفك في طبق الشّوق المعروض للعيان  ... وأحمل حين تخفّ الخطى كبئر معطّلة خيطا وإبرة لأنسج بهما روحا تسكنني أعياها المكان .... وأمضي .... مثلما بدأت أشحذ من جديد .... وأمدّ شراعا من حديد ... لأصل إليك مهزومة ... فارغة من وجعي أحمل طبقي المليئ بك .... وأخرس برفق عنق الزّمان .... فياليتها نبرات صوتك تسكن هذا الطبق .... لانفض عنّي غبار القلق .... وأغادر برفق برفق  هذا النّفق ....فأدوار التّسوّل تليق بي فقط إن أنت منحتني صوتك وأسكنته هذا الطبق ....
                             بقلم : خديجة ادريس