الجمعة، 19 أكتوبر 2012

أحـــــــــــلام .... بعيون صغيرة




حين شدّت قميص عاطفتي ...  وحاورتني عيونها الصّغيرة ....  أدركت من لمسة يدها الباردة أنّ الشّتاء استوطن أصابعها ، وثوبها  لفترة طويلة ..... وقفت على أصابع حيرتي .... مشدودة إليها ... أبحث في كواكبها عن سرّ نحولها .... وثرثرتها القليلة ...وكاّنّ كلّ جزء من جسمها صار له لسانا يتحدّث ... يصوّب الحرف أسهما تنطق  .... "أحلم أنا ببيت من طين وباب من خشب ، ونافذتن تقفز منهما عصافيري حين تعجّ بالحنين  ... أحلم بأن يغادرنا المطر ، ويهجرنا البرد ، وتزورنا الشمس ، وتجلس عندنا السّحب ، ويسقينا الماء وتبتعد قليلا عنّا السّمـــــاء ... أحلم أنا برصيف من زجاج ألعب فيه ، أتدحرج عليه كريشة بيضاء ....  كفراشة أقفز من بيت الى بيت دون أن أدقّ الباب ... أو يزعجني الذباب .... أحلم أن تكون لي طاولة وردية عليها أكتب وأنام ، وأفتح عقل الكتاب .... أحلم أنا أن أعيش ككلّ الأطفال ... ويغادرني هذا المرض العضال ..... أحلم ان يكرهني الدّواء ، ويملّني المرض ، ويرحل الدّاء ..... " قاطعت شريط أحلامها فجأة بدمعة لم تكن متوقّعة ،وكأنّه صار لي أنا الأخرى أجزاء لكل منها  لسان .... لكن أخرس لا يردّ، وكأنّ الموقف ابتلعني .... ولم أملك سوى أن أبتسم في وجهها فذلك أقلّ شيئ استطعت تقديمه وكأنّي بها أقول .... ستتحقّق جميع أحلامك .... فوضعت يديّ على رأسها وكأنّهما تقولان للاحلام القابعة في عقلها الصغير ..... ارتدّي عن دينك المستحيل .... من سيلتفت لمتطلّبات صغيرة لطفلة تحلم ... لم تكبر الحقيقة في عينيها بعد ... ولم تر من الحياة سوى المرض والنّسيان .... وكأنّهما يعجّلان بموت كلّ حلم صغير لم يولد في شفتيها بعد ....
                                                     خديجة  ادريس                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق