الجمعة، 22 مارس 2013

فاشلة ... أنت




قد تركلك بعض الألفاظ القاسية  لتعيدك إلى مرآتك الحقيقية حيث تجلس صورتك التي لا تستطيع أن تراها من غير عبارات عفوية تأتيك صدفة أو عمدا تعرّيك من ثوبك الوهميّ الذي صنعته لتختفي خلفه وتخفي معه كلّ عيوبك التي لا تريد ان يراها احد حتّى انت فتصبح مدينا طيلة حياتك لقلب أحبّ فيك ما لاتريد أن تظهره بداخلك   لأنّك فاقد للقدرة على الاقتناع بأنّك فعلا هكذا .. وهكذا ...  فكلّ حالاتك اليومية التي تعيشها لايمكن ان تظلّ على وتيرة واحدة إذ لابدّ من ظهور بعض البتور وحبّ الفشل احيانا على وجهك الذي لا تستطيع اخفاء عيوبه بالثّقة الواهية خصوصا امام أقرب النّاس إليك ... وعليه أنا أعترف أمام نفسي أنّي فعلا لا أقدر على حمل قناع الثّقة طويلا سيما أنّ حضور بعض الأشخاص كحضور القلب الناّبض داخل الصّدر لا سبيل لأحدهما على الاستمرار من دون الآخر .... "  فاشلة أنت "عبارة كثيرا ما أوقفتني اليوم  وربّما أسالت بعض دموعي .. وما عرفت أيّ حجّة أقولها حين فضحتني مرآتي الحقيقيّة التي عجزت عن الهروب منها ... لكنّ بعض الألفاظ أحيانا حين تاتيك في الوقت المناسب يسري مفعولها سريعا مثل اختراق الرّصاصات المصوّبة بإثقان عين الهدف المنشود ... سعيدة جدا كوني الهدف ... وكوني اخترقت بطريقة مهذّبة فيها الكثير من الحبّ والخوف والحرص ... باقة من المشاعر التي لا يمكن لأحد أن يرفضها من قلب أحبّ حتّى الموت ..فالضّحية أحيانا يكفيها شرف أنّها أختيرت من دون البشر حتّى تستيقظ بفعل بعض الوخز الخفيف على جلدة  سباتها وثقتها الزّائدة و عيوبها التي لا تستطيع ان تراها إلاّ ببعض من الوجع هكذا استيقظت أنا اليوم من نفسي بفعل عبارات أوصلتني حيث حقيقتي التي يجب ان اكون عليها ....  فالانسان  لا يرى دائما الحقيقة بعينه مثلما يراها أقرب النّاس إليه . سعيدة جدا أنا بهذه العين التي تراني بهذه الطّريقة المميّزة جدا ... فلعلّ حضورها القويّ جعلها الأقرب من نفسي ومن دفاتري وحتّى من اصابعي التي تكتب عنّي فهنيئا لي بهذه اليد وبهذا القلب وبهذه العين التي تراني ولا أراها حقّ الرؤية ... فلربّما يلزمني زمن آخر لأصل إليها وألحق بدربها الذي يسكنني وأريده ان يوصلني إليه من غير عناء ومشقّة
                                                    بقلم : خديجة ادريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق