الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

فنجـــــــــــــــانــي ... وأنت



جلست ذات صباح بارد ، أنظر للمطر وأتحسّسه بيديّ ... فقلّما تفوتني لحظات برد كهذه  .... لألبس معطف أفكاري على عجل  ، وأرتدي قبّعة الإبحارإلى داخلي على مهل ، فتتحوّل فجأة رئتيّ إلى غيمتين تشبه السّماء ، وتتكشّف المشاعر عندي كأشجار تعرّيها الرّياح لحظة غضب هادئ .. يلزمه رشفة سريعة لقهوة يحتويها فنجان أبعدته يدايا دون وعي لحظة سفر ونقاء.... هكذا أجلس كلّ صباح ...وأمدّد الوقت بالتفكير .... فالصورة التي تستحضرها وتتملّكك إلى درجة ألا تغادرك .... تستحق حقا الجلوس لتطاردها .... وتوقف زحفا لأفكار أخرى تبحث عن هوية بداخلك .... فأي ّمرور لصورة أخرى الآن خيانة عظمى في حقّ الشّتاء ، وفي حقّ هذا المطر الذي تعتصره الذكريات وأنا وحدي معك .... أكلّم صورتك وكأني أكلّمك .... حتى يعلن الفنجان عن نهاية جلسة  يرفعها اللّيل ويسدلها النّهار ، ويستحضرها وجودك الأبديّ بداخلي ... فأطال الله بعمر هذه الجلسة التي تجمعني بك كلّ يوم .... لأنها جلسة ممنوعة عن كلّ البشر إلاّ أنت .....
                                بقلم : خديجة ادريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق