الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

سمكة نيسان الصّغيرة..!



جلست تلاحق ذكراه على كرسيّ هزّاز.. تتوهّم أنهّا مازالت قصيدته المشتعلة.. ذات يوم افترقا عبر أثير موجات هاتفيّة.. ظلّت أذنها ملتصقة بالسّمّاعة لساعات تشحذ صوته.. لكنّه لم يأت.. إنّه الفاتح من نيسان أين يُشتهى اصطياد السّمك.. و هاهما سويّا قد أكلا الطّعم دون أن يكون السّمكة العالقة.. وحدها استمرّت تؤثّث من اجتياحه موجة تركبها، فتنكسر على الشّاطئ في ذلّ الحاجة مترهّلة وحيدة تنتظر نيسان القادم و تتجهّز لحوت كبير يبتلعها إرضاء ليأسها ..انقضى نيسان.. و انقضى حلم لقائه.. هذه المرّة لم يعد إليها كالسّابق ليطفئ محرقة شوقها و لو بصقيعه المعتاد.. ربّما قرّر تركها تنضج على مهل ليستوي غروره أكثر، و لتعلم أنّه كما في القرب حلو فهو في البعد أحلى و أجمل.. غادرها تاركا حروفها ترسم وجه الضّجر على أوراق الشّوق.. كانت تزجّ رغباتها في ثقوب غيابه لتمارس حرفة التّسوّل علنا.. و يحدث أن تمدّد جسد ذلّها منتحيا زاوية مهملة من ذاكرته، ككلاب جائعة أعياها الرّكض و النّباح في تنكّر آخر لعهر التّسوّل.. جميل هو ذاك الكرسيّ! يركض كثيرا ليبقيك ملتصقا بالوهم ثابتا على إطار قوسين وقودهما الذّكرى و الحنين.. من صمت حجرتها ينبعث صوت أمنية.. الحوت قادم ياسمكة نيسان الصّغيرة، فانتظري ..

                                 بقلم .. رقيّة شاوش 






هناك تعليق واحد:

  1. لا أعرف حقّا من يصطاد من ؟... ومن يلعب مع من ؟ ... ومن يلهث خلف من ؟ فلربّما حمّى الغيرة أحيانا تجعلنا نتوهّم أشياء غير موجودة ، لا تتحقّق إلاّ في عقولنا المريضة .. موجوعة جدا أنت بشيء اسمه أنا شفاك الله منه وعفاك قريبا .... وأنا أقرأ هذه الكلمات أحسست وكأنّك تتحدّثين عن نفسك وعن خيبتك الدّفينة التي تحاولين إسقاطها على غيرك من القلوب البريئة ... من فضلك لا تظلمي بقلمك أكثر فلربّما تصيبك لعنة العقم فحاذري صغيرتي فاللّعب بالنّار ليس للصّغار

    ردحذف