الثلاثاء، 24 يوليو 2012

وداعا ... أيّها الألــــم



يسعدني  ان تموت آهاتك ، وأن أكون أوّل شاهد على موتها ... فكثيرا ما سافرت إليك عصافيري بأعشاشها ، باحثة  عنك ، محتمية بك ، ملتصقة فيك ... كي تنقل إلي أخبارك ... نبرات صوتك المتوجّعة . وانا ... أنا المهزومة كنت يومها ، أجلس على كومة انتظاري ، أبثّ إليك من بعيد أرقام دموعي المتقطّعة ... أريد ان أقتل نفسي فرحا ، فما اجمل القتل السّعيد على يدي عصافيري التي ستحملك إلي كطفل صار يطالبني بمحبّته المؤجّلة .
من قبل قبل ما مضى ... قد مضى الحزن في موكبه ، آسرا في جبروته ، مارّا على حواف تفاصيلنا الغارقة بأوراقه المبجّلة ... مقصّ موته سنحمله معا، ونقطع شريط حياته بابتسماتين ترحّما على ذكرى موت ألمين ، وجعين ، شوكتين.
لحظة فقط ... أرتّب دقائق وجعي الذي مضى ، وأمسح من وجهي تفاصيله المعلّقة ... فقد مضى زمن الوجع ، وأقبل موسم البجع ، لترتع في بحيرته ابتساماتنا المقبلة من بعيد لتحضر هذا الموكب ، وتشهد نهاية دموعنا المعتّقة ... لحظة فقط أستجمع ملامحي الجديدة لأستقبلك عند محطّة من ماء ، تحملك أمواجه لتضيع في حضورك شجاعتي في استقبالك ... لحظة فقط أتفقّد عصافيري التي تسكنني كي أعطي لها إشارة البدأ لتنشد لك من قفص صدري أغانيها المشوّقة .
يسعدني أن أحمل حقائب سفرك الجديدة ... واحضنها كما لم أفعل من قبل ، فقلّما تشهد لحظات جنون مثل هذه التي امرّ بها ، والتي سأمرّ بها .... لحظة فقط ألتقط أنفاس بهجتي ، فالفرحة تخنقني وصدري يعجّ بالعصافير المغرّدة ... أخاف ان يتوقّف نبضي فرحا ، فضحايا الفرحة يملؤون كتب التاريخ والاخبار الموثّققة ... فلنعلن نهاية الموكب ، ونلقي نظرة أخيرة على ما مضى ، فضريح الألم ينتظر ، وانا أريد نهاية بطعم السكّر... لحظة فقط هذه آخر لحظة أطلبها . أريد أن اكتب شيئا على الضّريح ، وقلّما يدفن الألم بشيئ صريح " لو لم يكن العمر واحدا ، كنت خلقت لك اعمارا كي تموت مع كلّ عمر أخلقها لك ، وتفنى مع كلّ صرخة أبعثها فيك ... فوداعا ... وداعا أيّها الالم "   .                                  بقلم خديجة ادريس  في 22 / 07 / 2012 على الساعة      20  : 10

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق