حافية القدمين قد جئتك ....
وفي يدي ألف خيبة ....قد مضت
لأنّي لم أعرفك قبل الآن ، وقبل البارحة ، وقبل الغد
كلّ لحظة وأنت أنا
***********************
أتاني في صورة حلم أبيض، وضع صوته الجميل على وسادتي الباكية ؛ وأنا بين حياة أشياء ولدت توّا ... وموت أشياء صمدت حتّى اهترأت .... فصرت أتقلّب كتفاحة دحرجها السّقوط نحو قاع الغرفة التي احتوت ألمي العابث بي حدّ القسوة ... اقترب أكثر من سرير ظلّ يمتصّني حتّى النّزف الأخير ، ومدّ لي يده ووضعها مبتسما تحت رأسي وكأنّي صرت أتوسّد قلبه مرتشفة قطرات انبعاث جديد ، استغربت حقا كيف أتاني في صورة طائر حطّ من السّماء.... ليسكن أركان غرفتي الباردة.... ليفرشها بريش طيبته وما تحمله أساريره من كلمات دافئة .... لتستقرّ عميقا بداخلي وتمنحني طمئنينة الأشياء من حولي علّني أستعيد ثقتي بها ... وبخذلانها المجحف في حقّ البكاء ...سألته وأنا لا أدري بأيّ لغة يتحدّث وجعي مذهولة استقمت على فراش نفضه الزّمن من أمنياته وتركه عاريا ،كريش طائر خانته جناحاه في يوم بارد في اللّحاق بركب حبيبته المهاجرة إلى أرض غير الأرض كمن يبحث عن حذفه في كومة ذكرى ، منتظرا لحظة ولوجها في كبد سماء غلّفها الضياع وتجاوزها الزّمن ... مهشّمة الأحلام ، سألته وبلسان الصّمت الموجوع حتّى التخمة ، تراك جئتني لتتفقّد بقايا أحلامي الجاثية على نوافذ الموت ؟ تراك أتيت لتغريني بالحياة أم لتعزّيني في عصافيري الملتحفة بالسّواد التي لم تعد تلتقط فتات ألمي ... ومضت إلى غير سبيل علّها تنطفىء في مكان آخر ... مشتعلة تحت أكوام الرّماد .
عدّلت من جلستي وتركت ذات الوجع وجعي ، وفتحت عينيّ النائمتين وشحذتهما بآخر شعلة ادّخرتها لشتاء طويل كهذا ...وأطلقت العنان لجرح مكسور جبره الملح ... وقلبي قطعة ثلج ... قطرة ندى محمومة أوقعها العطش في موقد الأحلام ،وكأنها منحت كفنها للخسران وابتسمت لتستقبل خيبتها ، جرحها ، ، قرحة النّدم ... علّ النّهايات المؤلمة تصبح يوما ما مسكّنات لبدايات أكثر وجعا أخطأت المصبّ .أيّها النور الجميل علّك مثلها أخطأت رقم الغرفة أطالب يدي المرهقة ؟ ...... أحقّا تقصدني ... تقصد عنواني الذي لم يعد في خدمة الحياة ،أم أنك مجرّد وهم أخطأته فوضى الأوهام التي صارت عنواني الجديد ..... ألقي نظرة على جبهة قلبي وأعد قراءة عنواني المكتوب ... صندوق بريد رقم 102 عمارة الحلم المستحيل الطابق الأول من الخيبة في الجهة اليسرى للقلب مقابل مصعد نزول الأمنيات
بقلم : خديجة إدريس
بتاريخ 20/08/2011