الاثنين، 26 أغسطس 2013

إنــــــّي .... مرهقة


مرهقة أشتهي كتفك وبعضا من صوتك ... أبصرك بعيدا من خلف طاولة اشتياقي ... فأبعثك أحرفا تبادلني وجعي .. تتغذّى بها روحي حين يباغتني الشّوق ويأتيني بك مصنوعا من خيطان الجوع والعطش واللّهفة ... أشتهيني قلمك الذي به تكتب ... منديلك الورقي ، ساعة يدك الملتصقة بمعصمك وكأنّها أنثاك الوحيدة التي تنفرد بك ... تغتال دقائق انتظاري .... أشتهيني ربطة عنقك لتحضني أنفاسك لعلّ المسافات العابثة بي تكفّ عن مشاكساتها قليلا وتمنحني بعضا منك في صورة أتباها بها أمام الجميع .... وكأنّي أمنح نفسي عذر الجنون ، وقبح الظّنون ... وحجّة غياب .... إذ أنّي لا أكتب إلاّ عنه وكأنّ الكلمات صارت هو تمنحني نفسها عند أوّل منازلة من غير مقاومة 

                                          خديجة ادريس

الأحد، 25 أغسطس 2013

فتى اللّحظة



 أهداني روحه ، وقلبه ، ودمه ، لم يدّخر شيئا للقدر ، مكابر في صمته في حرفه لا يحمل زادا غير عواطفه المسكونة بي ، وكأنّه فتى اللّحظة في مراوغته للحزن ومباغتته للوجع مطلقا رصاص الرّحمة ، كنت زناده لحظة اشتعلت بالأمنيات متناسية وقود دموعه ، وعلى محيط شفتيه ترقد أفكاره وتستيقظ وكأني صرت ...فاكهته الحلوة التي تقول لفمه كلني ، فكنت خلاصه الوحيد و خطيئته التي تعبر روحه ، تعتلي رشده .وفي عينيه بكاء لا يذبله الدّمع يبقى حبيس العصيان...حين التقى الوجع بالوجع أهداني مودّته في صحوة لا ضجيج بعدها ، ولا صوت للكلمات غير نداءات قلب يبايع نصرا أطبقت عليه غيوم السّماء فما كان لي منه غير الرّجاء أشدّ به عضدي في وقت يصبح الكلام فيه متقطّعا كأنما هو يختنق، يستجدي الغرق الرّحيم ... وكأنّ فؤادي في ليلة بعد حطّمته دمعة ، عبثا أواصل اشتهاءه في خلوتي ولا أكاد أحكم عقاله... يمزّقني الوجد في صمت وتظلّ أحرفه تغمغم في استعلاء مطبق ... تشركني وحدتها لحظة افتراق عابر ... ولا ضجيج غير أنفاسي تأتيه في غفوة على هيئة قدر محتّم ...تمزّقه الأيام ... تحوّله إلى قصاصات تشي بي كلّما التقت عيني بعينيه لتمدّني بمزيد من الهواء
خديجة ادريس

الاثنين، 19 أغسطس 2013

حالة استثناء





أنا بخير، النّار مرتعي و عُدّتي بكاء
أنا بخير، فلتشهد احتراقي و لتبارك انتهائي
أنا بخير، و قبل أن أزول أبلّغك استيائي
و أهديك قطعةً حمراءَ بلون قُبَلْ
و فسيفساء عشقٍ تخلط الأشواق بالعضلْ
أتُوق إليْك حبًّا، و تتُوق للاختفاء
و أمضي في حزن فراقٍ طويل المدى، ضعيف الأمل، ثقيل الأعباء
لكنْ، أنا بخير
أنا بخير، و حسرتي تعتلي حزني و صدودك لي يقطع رجائي
أنا بخير، و سماتك ترغمني شغفًا و إجلالاً لتحيّة استثناء
أستأذِنك سيّدي لرفع قبّعتي قليلاً أودُّ الانحناء
***
و بعد الانحناء و بعد التّأكيد على حالة استثناء
سأواصل السّير، فأنا دومًا بخير
أنا بخير، الوعد قد ضاع سُدى و الهجر باقٍ أبدا
احرقوا جثّتي أو اصلبوها لا ضيْر
فأنا بكلّ الأحوال بخير
أَوَ تدري ..!  بعد رحيلك خَبَت الأضواء
 و تساوت عندي أشياءُ كثيرة بأشياء
فكيف أكون بخير!
لا بل أنا بخير، و الوضع يقتضي أن أكون بخير
لكنّني صراحةً أقولها..
إنّني في حالةِ إغماء.
 
 
بقلم .. رقيّة شاوش

جسد اغتيال في انبعاثة ميّته





تنبعث أشعّة الشّمس الدّافئة عبر زجاج نافذته المهترئة، فيصله خيط منكسر من شعاعها إلى الزّاوية الّتي تسمّر عليها حزنه، كان نائما و رأسه على الطّاولة يتوسّد الجرائد القديمة الّتي مضغت حادثة انتحار زوجته دون أسنان شهرا كاملا بلا رحمة، فراحت تزيد و تفنّد أبوابا أخرى للوقائع إن صحّ تسميتها كذلك، إلى أن أغلق ملفّها النّسيان لعدم وجود دلائل كافية. كانت يده تحمل علبة الثّقاب كما لو أنّه قرّر فجأة أن يسلّم بالقصص الملفّقة لفقيدته الّتي هام بها و هامت به حتّى أنشأ فيهم سكان حيّ "الاتّجاهات" يقولون: ( إنّ السّعادة الزّوجيّة لتحسد "صباح"و"أحمد" على ما وصلا إليه من سعادة.كان "أحمد" من شدّة يأسه يتوهّم أنّها لم تمت، فيغادر العمل باكرا ليحجز لهما على العشاء طاولة بالمطعم الّذي اعتادا أن يتبادلا فيه الشّوق و لقيمات الطّعام، ثمّ يبتاع لها وردة حمراء تشبه حياءها، و يبالغ في إرسال رسالة قصيرة لهاتفها المصادر من طرف رجال الأمن يقول فيها: ( استعدّي يا حبيبتي لنكون اليوم عروسا الغرام ).. توجعه فجيعته حينما يفتح باب بيتهما المعبّأ بالوجوم و في كلّ ركن ملابسات القضيّة ترسم علامات استفهام مخفيةً ابتسامة لئيمة تغمز عين الحقيقة في خبث., يلقي مفاتيحا من كثرة عددها لا يدري أيفتح بها أقفاص جنونه، أم يكسرها في أقفالها عندما يغلق أفواه النّاس المتراصّة بالمعاني الملغّمة و الكلمات الثّاقبة الّتي نخرت جسده و نهشته كما تنهش الذّئاب فرائسها.
هو الآن ملقى على كرسيّ مغدور لا ظهر له، يقدّم أرجله الأربع المحتمية بسقف التّرقّب لرجل لا وجه له، كأنّ ملامحه سافرت في ألمه فماتت ظمأ و خيبة، أو كأنّها بادرت زوجته بالتّهاوي فافترشتها أرض الجريمة شاهدا على السّقوط المذّبّب بالشّكوك.
يستعيد عينيه الغائرتين في الكآبة بعد فركهما قليلا، ليقلّب صفحات جريدة تعثّرت في إمساكها يده، عنوان بالبند العريض يغرز سهمه بغشاء عقله المخدّر و يقلّب عليه المواجع بعد أن اتّخذت ترتيبا شبه ثانويّ في ذاكرته، كان العنوان طويلا و المقال أيضا، لكنّه استعار طاقة من فضوله و أنهى قراءته كلّه و كأنّه يقرأه للمرّة الأولى.
كُتب في المقال أشياء لم يكن يعي ما هي حتّى أنّه للحظة ظنّ الكلام لا يعنيه و لا زوجته ،إنّما امرأة و رجلا آخران. كان "أحمد" جرّاحا بارعا لا يوسوس الفشل ليديه اللّتان باركتهما عين الإله آهة، لكنّ براعته تلك دفّعته ضريبة باهضة و نصبت له كمينا كان فيه الجاني و المجنيّ عليه بآن واحد.
في ومضة للذّكرى يأتيه صوتها المتماوج: " أحمد .. سينتقم منك.. هو قالها.." ، فجأة يُفصل الخطّ و تُفصل خطوط الذّاكرة معه.. (ربّما كان هو! لا..لا ، بل هو"ابن الكلب" لقد فعلها)
ينهمر الأسف المستحي من عينيه، كان يشكّ في إخلاصها له على الرّغم من معرفته المطلقة بصدقها، يتمنّى أن يغفر لنفسه شناعة الإفك الّذي وجّهه إليها بأصبع جريئ.. أخيرا ترقد روحها بسلام لكنّها لا تذرف دمع الحنين على حبيبها الميّت في ركن الزّاوية المترهّلة بدخان سجائره و رائحة الرّطوبة المنبعثة من أوراق الجرائد المصفرّة الّتي تركتها له لتؤنسه بمغالطاتها و تخفّف من ندمه.. توقّع النّافذة انصراف كبرياء المرأة المغتالة حين تفتح ريح قويّة مفصليها المتراميتين على السّتار الشّاف، و على غفلة منه يستقرّ السّتار و تُغلق النّافذة.
                                 بقلم .. رقيّة شاوش

العشق المؤجّل

ألا يا فتاتي، يا صحوة العشق السّباتي

لملمي بعض نزاهتي، بدّدي أسباب انفلاتي

خضّبي بالفرح حزني، و ابذري عمري حياة

امنحي العصيان طهرا من سجودي للصّلاة

 اتبعي بركات وُجدي تُهْتَدَيْ برّ النّجاة

و احتمي في دفء صدري، أثمري أنوارا بذاتي

داعبيي بالحبّ ثغري و اجمعي منه اللّغات

وازني أبيات شعري، و اقبعي في أغنياتي

لقّني القلب اشتياقا فيه مِنْ طَوْلِ الثّبات

باعدي أدوار فصل ما جنى غير الفتات

جائع و الجمر حظّه، يرتوي من ذكريات

في مهبّ الرّيح ماض خائبا من أمنيات

نادرا للكفر حرفَه، غارقا في العبرات

قد سئمت فيه شركه سالكا درب الفلاة

أقبل العشق المؤجّل، هلّلي لي يا حياة.


بقلم .. رقـيّـة شاوش



السّاعة الدّائريّة.. و خلود زيد !



بغرفة زيد ساعة حائطّيّة معطّلة. تلقيه كلّ مرّة قطعا من التشتّت عند عتبات الهرولة .. كان عازما على إصلاحها، لكنّه عاد عن ذلك.. هو لم يفكّر مطلقا في التّخلّص منها و ابتياع واحدة مستثناة من قدر التّوقف المربك..و هي منذ اضطرب نبضها  صارت مشاكسته الوحيدة و زمنة المذبذب.. يهواها بقدر دحرجتها إيّاه على صفحات البعثرة.. تمتعه الفوضى الّتي تصفعه بها كلّما أردف نظرَهُ يترقّب أصابعها الماثلة للشّلل.. فجأة قرّرت أنفاسها الانسحاب من ملاحقة الأعداد في دائرة مغلقة على نفسها، كأنّها اهتدت أخيرا إلى إدراك أنّ الزّمن ثابت و وحدها من تركض خلفه في طيش لمحاكاة استعصائه.. تساءل زيد و أسهب في إبداء دهشته: - " كيف يعقل أن تكتسب هذه السّاعة وعيا من دوراتها العبثيّة المستنسخة من بعضها البعض في حين أنّها فُطرت على الدّوران الشّارد عن علّته!..  يعاود تأمل انتفاضة الدّائرة الفارّة من زمن الملاحقة الاعتباطيّة في إعجاب.. يتسمّر تفكيره على محيطها المكابر في شكله  الدّائريّ .. يحاول الإفلات من منفذ ما.. من كفر ما.. فدائرة مسمطة من سذاجة التّكرار الدّوريّ حتما لا تعترف بقوانين الحساب و لا مسلّماته الّتي تبقيها طوع الانقياد.. كأنّها من غير قصد ابتلعت الأرقام و صارت امتدادا للحظة بيضاء لا تأبه لأيّ تعداد تنتمي، يحضنها زيد بقوّة كأنّه يرغب في الفرار إليها و الغور داخلها.. كأنّه يحتمي بها من تواطؤ القيود الوقتـيّة الزّاحفة إلى ملامحه.. كان يسطو على قدرتها في لؤم مصطبغ بالمسكنة..يحدّثها بصوت لا يسمعه غيره؛ - كنتِ مذِ ابتعتك دائرة تغري بالكثير، و أٌقصى ما توقّعت بلوغه معك: التّورّط في حيلة زمنيّة، لكنّك كنت الأكثر سخاء من كلّ التّوقّعات! .. لم يكن زيد مالكا عاديّا لساعة عاديّة.. لم تكن السّاعة أداة سحريّة خارقة تحقّق رغبات مستحيلة.. لكنّها برعت و زيدا في إتقان تقمّصات الرّفض في مطارداتهما مبدأ السّكون المتشعّب في مجار حركيّة في ظاهرها .. يناظر زيد ساعته المستيقظة من دوّامة سباتها.. يقتلع منها جدل السّكون.. يرصّ فمه ببعض الرّغبة.. يلبس دائرتها المغلقة على نفسها ثمّ يفتحها على نفسه.. يختلس من قرصها الزّمن بتفاصيله من ؛ ثوان و دقائق و ساعات و أيّام و أسابيع و فصول و سنوات و عقود و قرون .. يبتلع الأمد هاجسا هاجسا .. يتأمّل أطرافه و هي تعظم رويدا رويدا.. ينتشي في صراخ الفرحة .. " إنّها تضاريس الخلود  .. إنّها تضاريس الخلود.. تطفو على سطح عمري " .. يتمدّد هيكله أكثر فأكثر.. يخرق محيط الدّائرة .. يحطّم وجهها الزّجاجيّ المصلوب على لحظة توقّفها..  تسقط السّاعة الدّائرية .. و يعلو خلود زيد.


 بقلم .. رقــيّة شاوش  

الأحد، 18 أغسطس 2013

أنا عيده ...



أتحسّس الهلال في مباغتتــه لي .. يصوّرني علامة يقين صارخ .. بهمس شجيّ يطلعني ... أنا عيده. 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

يدلو بدلوه.. يعبّئ من صوتي .. يسكبه على جسد لا يشرك بي أحدا .. يرصف استحياءه على بعض ما التصق به منّي .. يقذف ثغره في قطع سمعي .. يوشوشني من ركن شوقه مبتهجا و قد أنساه الطّيش ذكر ملكيّتي لتاريخ قلبه .. يقطف لي من ورد الحب قلبه .. يهديني من بغي العشق جنونه بي .. يستعدّ من أجلي و أنا عيده كلّ صحوة و غفوة .. يطفئ بي ظمأ النّوى المستقطع من عمر شغفه .. و بي يكسر صيام دهر من الحرمان نما حوله كعشب بريّ متطفّل .. ينتعش بسقوطي بدرا على بطن كفّيه الحارّتين ترقّبا .. يشعلني فرحة تزيّن منبر اعترافه .. خذ يدي و قدمي .. خذ سكوني و حممي .. كوّرني نجما .. بدرا .. عيدا .. يا من اختار أن أكون عيده.. أنت عيدي. 

                                     بقلم : رقيّـــــــة شاوش

الجمعة، 16 أغسطس 2013

***** كلّ يوم ... وأنت لي عيدا *****


تعثّرت بالوقت فجأة وامتطت دقائقها المتبقّية على عجل ... حشت قلبها بأكبر قدر من الكلمات الأنيقة ، وارتدت معطف شوقها في لهفة كبيرة ... وكأنّها ابتلعت كبسولة جنون مع فنجان قهوة ... حرّكته من غير سكّر وانطلقت على أجنحة العصافير إلى موعدها ... وحين وصلت سبقتها باقة الورد التي كانت تحملها بخطوة وهمست بعطرها الفوّاح في أذنيه قائلة " كلّ يوم وأنت لي عيدا "
                              خديجة ادريس
خديجة ادريس

♥♥♥ رسالة إلى غائبة ♥♥♥




ملأت حقيبتها بما يشتهيه الغياب ، ومضت إلى طريق لا محطّة فيه ولا انتظار... غير سؤال واحد أنشب أظفاره في فخذ قطار لن يأت ... على نافذة وجعه أجلس بعضه وأرسل نظره من نوافذه المسرعة المتعجّلة ... وكأنّما الذاكرة المجتثّة تراود نسيانها ... تتحرّش ببقايا أثر خلّفه الرّحيل المفاجئ ... تاركا خلفه ميراثا مثقلا بالأوجاع ... أيّتها الشقيّة في سفرها .... مهلك هلاّ ملأت حقيبتك بي .... ومكثت غير بعيد فالرّحيل لا يليق بك يا سيّدة الغياب 
متأكّدة جدا أنّك لن تقرئي كلماتي هذه ... لكنّي متيقّنة جدا أنّها ستصلك بطريقة ما 
وردتك المنتظرة

محض ... جنون


سأتّصل بك بعد ساعة
إنتظرت هي 
وانشغل عنها هو 
فاحتارت أيّهما تلعن
الوقت أم السّاعة 

 خديجة إدريس

أنت ... الحياة



أتعبتني الحياة حتّى صرت لا أكترث لها .... أرهقتني جدا فلا مساحة أخرى لتشغرها ... ماعدا كونها أهدتني قلبا رائعا يبتسم في وجهي بكلّ حبّ .... ويوم وجدته وجدت الحياة .. وأدركت حينها أنّى تسرّعت في الحكم .. أعجز عن الوصف حقّا وجوده بداخلي يشتّت لغتي ... يفقد للأشياء قيمتها يتركني معلّقة بخيط أنفاسه وأظلّ ممسكة به حتّى النهاية ولو اضطررت إلى ترك كلّ ما يثقلني قلبي رئتي وحتّى رأسي ... المهم يصل جزء منّي معه ويبقى معه ..... فكم كم أشتاق إليك ... عدد كلّ شيء خلقه الله وقدّره
                                          خديجة ادريس








متعثّر بي ... أينما ذهب



1_...متعثّر بي أينما ذهب ... ذاكرته المشدودة إليّ لا ترخي حبلا ... تظلّ متّقدة وكأنّها جالسة على مدفئة ... مرتبكة الصّوت حدّ الصّمت أتوسلها كي تناديني بكلّ عواطفها المحشوّة بي والمفرغة منّي ....وكأنّي صرت فجأة إطارا لتفاصيلها الصّغيرة .. محتجزة في ملامحي ، منتشية خلاصها كفراشة ترفّ فوق سياج حقل في صبيحة ربيعيّة ..
متعثّر بقدره المرجو في إشراقته المفاجئة وجميع أمسياته البعيدة ... فتتملّكني الرغبة في التّسلّل إلى ذاكرته علنا كي أشعل جميع قناديله الصّغيرة النّائية وأسلّمها للفرح ...قرعت طويلا عتباتها الموغلة في صمتها البارد وانتظرت علّ هذا الغيم الحزين يتبدّد من روحي .. وأقتني من ذاكرته ما يسدّ جوع شوقي الصّارخ في وجهه..كرياح ما هبّت بعد تحمله إليّ وتحملني إليه ليكون اللقاء الذي مازال وعدا خارجا لتوّه من دائرة الشكّ والهموم ... يبحث وراء الغيم عن شمسه الموعودة ...كجنيّة أسترق السّمع في سمائه السّابعة وأقرأ فنجانه المسكوب أقلّب أوراق أنفاسه أطارده حيثما حلّق ... محتالة جدّا في القراءة حدّ الدّهشة ... أتسكّع بحثا عن ظلّي ، عن غيمة تحملني بعيدا لأستنشق هواء ذكرياته من خلف المدفئة الجالس قربها العابث ببقايا رمادها ... أتخيلها تنساب نحوه كأنثى مغرية أشعلت في وجهه حطبها المشتاق متذلّلة تشتهي قربه لتطفأه بعود الذكرى ، تخيط قطعة بين يديه مصنوعة من أ نفاسه فيضيع فيها ويعود إليها وكأنّه يفيق من حلم لذيذ لقارئة محتالة أيقظته عنوة ... 
                                   خديجة ادريس